تتمتع جمهورية تركيا بتنوع ديموغرافي ملحوظ يعكس تاريخها الغني وتطورها الاقتصادي والمجتمعي. وفقاً لبيانات عام 2021 الصادرة عن معهد الإحصاء التركي (TURKSTAT)، فإن تعداد السكان يقدر بحوالي 84 مليون نسمة، مما يجعلها واحدة من أكثر الدول كثافة سكانية في أوروبا الشرقية ووسط آسيا. يشكل التركيز الحضري للبلاد تحدياً كبيراً، حيث يقيم حوالي 76% من المواطنين في المناطق الحضرية.

يتمتع المجتمع التركي بمزيج غني من القوميات والأديان والعادات الثقافية. المسلمون هم العدد الأكبر بين السكان، ويبلغ نسبتهم نحو 99٪ تقريبًا، ومعظمهم ينتمون إلى الطائفة السنّية. بالإضافة إلى ذلك، يوجد أقليات مسيحية ويهودية وكردية وغيرها، والتي تحتفظ بثقافتها ولغاتها التقليدية رغم كون اللغة الرسمية للدولة هي التركية.

من الناحية العمرية، تشير البيانات الأخيرة إلى أن نصف السكان تقريباً تترواح أعمارهم ما بين 0-25 سنة، وهو مؤشر بارز على الشباب النشط اقتصادياً بالدولة. وهذا يمكن أن يساهم بشكل كبير في خلق قوة عاملة قوية ونشطة للمستقبل. وعلى الجانب الآخر، هناك نسبة متزايدة قليلا لكبار السن الذين تجاوز عمر كل منهم الـ65 عاما، وهي ظاهرة عالمية بسبب التحولات الديمغرافية التي تمر بها معظم دول العالم المتقدم حاليًا.

وفيما يتعلق بالتوزيع الجغرافي للسكان، تعتبر اسطنبول مركز جذب رئيسي لسكان البلاد، إذ تستقطب المدينة أكثر من ١٥٫٧ مليون شخص داخل حدودها البلدية فقط؛ بينما تعد آنقرة المركز السياسي والثقافي الرئيسي وتضم حوالي ثمانية ملايين نسمة ضمن نفوذها البلدي أيضا. ومن الجدير بالذكر وجود تركز كبير للأعداد في مناطق البحر الأبيض المتوسط وغرب الدولة بشكل عام مقارنة بالمناطق الداخلية والجبال الشرقية البعيدة مثل أرزنجان وأرتفين.

بتأكيد فإنه من الواضح أن تركيبة الجمهورية التركية الديمغرافية تعكس تنوع حضاري واجتماعي عميق ومتفاعل باستمرار عبر التاريخ المعاصر المعقد والتحديات المستمرة لإدارة هذه الزيادة الهائلة بالسكان وباحتوائِ عوامل أخرى قد تؤثر عليها مستقبلاً كتغير المناخ وتأثيرات السياسات الحكومية المختلفة تجاه الهجرة والتخطيط العمراني والسكاني العام للدولة.