تعتبر آسيا موطنًا للعديد من البلدان التي تحتل مرتبة متقدمة ضمن قائمة الدول ذات أعلى عدد سكان في العالم. هذا ليس بسبب النمو السكاني فقط ولكن أيضاً بسبب عوامل تاريخية وجغرافية واجتماعية متنوعة. دعونا نستعرض بعض هذه الدول ونستكشف الأسباب وراء كثافة سكانهن.

الصين هي الدولة الأولى عالمياً من حيث العدد السكاني، حيث يقدر عدد مواطنيها بحوالي 1,442 مليون نسمة وفق آخر إحصائيات الأمم المتحدة لعام 2020. يعود ازدهار الصين السكاني إلى عدة عوامل رئيسية؛ منها الزيادة الطبيعية المرتفعة نسبياً نتيجة انخفاض معدلات الوفيات ومعدلات الخصوبة الأعلى مقارنة بالمعايير العالمية، بالإضافة إلى الهجرة الداخلية الواسعة من المناطق الريفية نحو المدن البحثًا عن فرص عمل أفضل وظروف معيشية ملائمة. كما لعب الاقتصاد المتنامي دوراً هاماً في تشجيع المزيد من الولادات.

وتحتل الهند المركز الثاني بعد الصين مباشرةً بعدد يصل تقريباً إلى 1,380 مليارات شخص حسب نفس المصدر السابق ذكره. يشكل النظام الطبقي التقليدي وتعدد اللغات والثقافات المحلية عاملاً مساهماً في تحقيق توازن ديموغرافي نسبي داخل البلاد رغم كونها ثاني أكثر دولة اكتظاظاً بالسكان حول العالم. ومع ذلك، فإن الحكومة تبذل جهوداً كبيرة لمواجهة تحديات الدعم الخدماتي والصحي والمدرسي اللازم لدعم مثلث السكان الضخم باستخدام وسائل حديثة كالتعليم والتوعية الصحية وخفض مستويات الفقر بشكل أساسي.

بالإضافة لذلك، يوجد العديد من الدول الأخرى في المنطقة والتي تعتبر أيضًا بين أول عشر دول ترتيبًا بناءً على تقديرات الأمم المتحدة للأرقام السكانية الأخيرة وهي: باكستان وإندونيسيا وبنجلاديش وفيتنام والبرازيل وأثيوبيا والمكسيك والفلبين. كل واحدة منها تمتلك خصائص فريدة تساهم بتكوين بنيتها السكانية الخاصة بها سواء كانت اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية أو حتى سياسية.

وفي نهاية المطاف، يعد فهم ديناميكية السكان أمر حيوي لفهم واستراتيجيات السياسات الحكومية للتخطيط العمراني والاستثمار المستقبلي والعناية العامة العامة وغيرها الكثير مما يساهم بتحقيق رفاهية المجتمعات البشرية وتعزيز نموها الشامل المنشود لكل بلد على حدة وعلى مستوى الأرض بشكل عام أيضا.