• صاحب المنشور: راغدة السبتي
  
  ملخص النقاش:
  في عصر يشهد تزايدًا هائلًا في كمية المعلومات والمعرفة المتاحة، أصبح التعليم التقليدي يتراجع أمام حاجتنا الملحة لأساليب جديدة ومبتكرة. يأتي هنا دور التعليم الذكي الذي يستند إلى تقنيات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لتوفير تجارب تعليمية شخصية وفعالة للمتعلمين. هذا النوع من التعليم ليس فقط يهدف إلى تقديم المواد الأكاديمية بل أيضا لتلبية الاحتياجات الفردية لكل طالب بناءً على قدراته وأهدافه الخاصة.

مع استخدام الآلات التعلم العميقة (Deep Learning) وتكنولوجيا الحوسبة الكمية الناشئة, يمكن للأنظمة البرمجية الآن تحليل كميات كبيرة من بيانات الطلاب - مثل أدائهم السابق والأوقات الزمنية التي يقضونها في الدراسة والتفاعلات بينهم وبين المعلمين والمواد الدراسية الأخرى. هذه التحليلات الدقيقة تسمح بتحديد النقاط الحساسة حيث يكون هناك نقص أو فشل في عملية التعلم, مما يؤدي بدوره لإعداد خطط علاجية عاجلة ومتخصصة لأصحاب المشكلات.

بالإضافة لذلك، يساعد الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتويات دراسية متعددة الوسائط غنية بالصور والفيديوهات ثلاثية الأبعاد والتي تعمل على زيادة التفاعل والإقبالعلى المحتوى التعليمي لدى الطالب. كما أنه ينظم دورات افتراضية تعزز التواصل الاجتماعي بين الطلاب ويحرر جزءا كبيراً من وقت المدرسين ويضمن جودة عالية في العمليات التعليمية عبر الاستفادة القصوى من الوقت داخل الفصل الدراسي وخارجه.

وعلى الرغم من كل هذه الفرص الرائعة, إلا أنه لا بد لنا من التنبيه حول أهمية ضمان خصوصية وأمان البيانات أثناء جمعها واستخدامها داخل النظام التعليمي الجديد. كما يجب التأكد أيضًا بأن التطبيق الصحيح لهذه التكنولوجيات لن يؤدي إلى فقدان العنصر الإنساني الأساسي المرتبط بعملية التدريس التقليدية والذي يتجسد بكثير من المهارات البشرية كالقدرة على فهم مشاعر واحتياجات الأفراد والاستجابة لها بطريقة ملائمة. إنها بالتأكيد رحلة مثيرة ومتطلبة تتطلب العمل الجماعي لمختلف القطاعات ذات الصلة لتحقيق فعالية أكبر واتساق أعلى عند تطبيق مفاهيم "التعليم الذكي"في عالم اليوم المتطور.