تعد السياحة ركنًا أساسيًا من أركان الاقتصاد العالمي، إذ تساهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي للدول المختلفة حول العالم. بالنسبة لمصر، هذه الدولة الغنية بتاريخها العريق وثرواتها الطبيعية المتنوعة، فإن قطاع السياحة يمثل محوراً أساسياً لتطور البلاد اقتصاديًا واجتماعياً.
تاريخ الحضارة المصرية القديم هو أحد الجذب الأكبر للسياح إلى مصر، بدءاً من الأهرامات التي تعتبر واحدة من عجائب الدنيا السبع القديمة مروراً بالمتاحف مثل متحف القاهرة ومتحف الأقصر مرورًا بمواقع الآثار مثل معبد أبو سمبل ومعابد الحضرة وغيرها الكثير. بالإضافة إلى ذلك، توفر مصر سواحل ساحرة على البحر الأحمر والبحر المتوسط تشكل مقصداً جذاباً لعشاق الشواطئ والاسترخاء. كما تضم البلد مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية بما فيها الصحراء والجبال والوديان الخصبة مما يشجع على نمو السياحة البيئية والثقافية أيضًا.
من الجدير بالذكر التأثير الكبير للسياحة على تطوير البنية التحتية للمدن والمرافق الخدمية بها، وكذلك خلق فرص العمل للأعداد الكبيرة من المواطنين في مختلف القطاعات ذات الصلة بالسياحة سواء مباشرة أم غير مباشرة. إن النهوض بهذا القطاع يمكن أن يساهم في تحسين مستوى الدخل العام وتحقيق الاكتفاء الذاتي للعديد من المناطق الريفية عبر الاستثمارات الحكومية والشراكات الخاصة.
ومع ذلك، تواجه الصناعة السياحية تحديات متعددة تتطلب حلولا عملية واستراتيجية لبنائها وبقائها مستدامة ومربحة. ويجب التركيز على تعزيز السلامة والأمان للزوار وتوفير خدمات عالية الجودة لتحسين تجربتهم خلال الرحلات السياحية داخل البلاد وخارجها. علاوة على هذا، العمل نحو التنويع في المنتجات السياحية لاجتذاب شرائح جديدة من الزائرين وزيادة مدة إقامتهم وهذا سيؤدي بالتأكيد لإحداث تأثير ايجابي مضاعف ليس فقط علي الاقتصاد ولكن كذلك علي المجتمع ككل.
في المجمل، تحتل السياحة موقعا مركزيا ضمن خارطة الطريق المستقبلية لمصر وهي تحمل بين طياتها القدرة الهائلة ليس فقط لأعادة بناء حاضرنا بل وللتألق أيضًا بحاضرنا وماستتيحه لنا آفاق غد مشرق يعكس أصالة تاريخنا وحاضرنا الواعد.