تقع جمهورية كمبوديا الصغيرة ولكن ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة في جنوب شرق آسيا، وتشغل مساحة تقدر بحوالي 181,035 كيلومتر مربع. تحدّها تايلند من الغرب، وفيتنام من الشرق والجنوب الشرقي، ولاوس من الشمال. يحدها بحر الصين الجنوبي عبر شبه جزيرة كا كاو ومنطقة كوتششينج الصينية.

تاريخياً، كانت منطقة كمبوديا موطنًا لمجموعة متنوعة من الثقافات والحضارات منذ آلاف السنين. تعود جذور حضارة الخمير إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وقد ازدهرت خلال فترة الإمبراطورية الخمرانية (القرن الثامن - القرن الخامس عشر) التي بناها مدينة أنغكور القديمة الشهيرة بما فيها معبد آنغكور وات الرائع. هذا الموقع أصبح الآن أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو ويعتبر رمزاً لكامبوديا وثقافتها الفريدة.

بعد قرون من الهيمنة الخارجية، حصلت كامبوديا أخيراً على استقلالها عام 1953 بعد عقود طويلة تحت الحكم الفرنسي. ومع ذلك، واجهت البلاد العديد من التحديات السياسية والصراع الداخلي، خاصة خلال عهد نظام الخمير الحمر الدموي بين العامين ١٩٧٥ و١٩٧٩ والذي أدى إلى مقتل ما يقارب ربع سكانها وقتذاك.

اليوم، رغم التقدم الاقتصادي الكبير خلال العقود الأخيرة، إلا أن كامبوديا لاتزال تواجه مشاكل اجتماعية واقتصادية عديدة تتطلب حلول مستدامة ودائمة. لكن الشعب الكمبودي معروف بصموده وإصراره نحو بناء وطن أكثر سلاما واستقرارا واستقرار اقتصاديا. إن فهم تاريخها وموقعها الجغرافي يساعدنا على تقدير رحلة هذا البلد الجميل والتحديات التي يناضل بها حتى اليوم لتحقيق الرخاء والاستقرار.