اللجوء السياسي هو مفهوم رئيسي في القانون الدولي الإنساني والذي يوفر ملاذاً للأشخاص الذين يخشون الاضطهاد السياسي في بلدانهم الأصلية. يمكن النظر إليه كحق وليس واجب, إذ تحتفظ كل دولة بصلاحياتها الخاصة في تحديد قبول طلبات اللجوء أم لا. بشكل عام, يشير المصطلح إلى نوع خاص من الأحكام الدبلوماسية الدولية التي تسمح للأشخاص الهاربين من البلدان المضطربة بالتوجه إلى سفارات أو قنصليات أخرى للحصول على الحماية مؤقتة حتى يستقر الوضع الأمني لديهم.
يمكن تقسيم الأنواع الرئيسية للجوء السياسي الثلاثة حسب موقع تقديم الطلب:
1- اللجوء السياسي الإقليمي: هنا, يتم الاعتراف بالأشخاص الذين فروا بسبب نشاطات ذات طابع سياسي مثل الانتقاد الحكومي الشديد, العمل المناهض لقانون الدفاع المدني أو فضح الجواسيس. عادة ما تكون هذه الحالات ضمن الحدود الوطنية مباشرة.
2- اللجوء خارج الحدود الإقليمية: يحدث هذا النوع عندما يلجأ الأفراد للهروب عبر القنوات الرسمية للدولة الأخرى غير تلك المنتمية إليها أصلاً، بما فيها سفارتها وقنصلياتها وسفنها التجارية وحربية أيضًا إذا كانت تتمركز داخل أراضٍ وطنية هدفها الرئيسي هي الانطلاق نحو وجهتها التالية بعد الحصول على المساعدة اللازمة. وهذا معروف باسم "اللجوء الدبلوماسي".
3- اللجوء المحايد: غالبًا ما تقدمه الدول المتعايشة بنصف قلب وسط نزاعات مسلحة بين الدولتين الأخريتين المتقاتلتين وذلك بتقديم ملجأ لأنصار أحد الجانبين بشرط توقيفهم لفترة زمنية محددة لحين انتهاء الأعمال العدائية، وبالتالي عدم تأثير وجودهم السلبي عليها وعلى سلامتها الداخلية.
في الواقع العملي الحالي للعلاقات السياسية العالمية، يعد منح حق اللجوء السياسي أمرًا نادر الحدوث إلا حين تصبح ظروف حياة الشخص مهددة بشكل مباشر ومستمر ويتوجب إنقاذه لتفادي مزيد من التدهور المفاجئ في مصيره البشري والعيش بكل حرية وكرامة بلا خوف مستقبلا مما قد يؤثر سلبآعلى حياته اليومية المستدامة مستقبلَا . تشمل بعض الأمثلة الواضحة لذلك قضيتي اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين خلال العقود الأخيرة وما نتج عنهما من تدفق كبير لهذه الفئات السكانية عبر العالم تاركين أثراً واضحًا لكل منهما داخل المجتمع العالمي الكبير.