في ساحة الجغرافيا العالمية الواسعة، تحتل القارة الأفريقية مرتبة الشرف كأكبر قارة من حيث المساحة. تمتد هذه الرقعة الجغرافية الضخمة لتغطي حوالي 30.2 مليون كيلومتر مربع، مما يجعلها تقدر بحوالي ربع مساحة اليابسة الكلية لكوكبنا الأزرق. تتألق أفريقيا بتنوع بيئي مذهل ومجموعة واسعة من المعالم الطبيعية التي تلفت النظر عالميًا.
على الرغم من انتشار الصحاري شبه القطبية مثل الصحراء الكبرى الشهيرة والتي تغطي جزء كبير منها، إلا أنها تشتهر أيضًا بسواحلها المتعرجة المطلة على البحر الأحمر والمحيط الهندي وأماما لكل من المحيطين الأطلسي والهادئ عبر مضيق رأس الرجاء الصالح. ويحتضن قلب القارة نظام نهر النيل العملاق ونهر الكونغو الغني بالمياه العذبة والبحيرات الداخلية الوارفة كنهر تانغانيكا وبحيرة فيكتوريا الشهيرة ذات المياه الصافية الزجاجية. كما تعد موطن جبل كيليمانجارو البركان النشط الأعلى ارتفاعاً فوق مستوى سطح البحر ضمن قارات العالم كافة.
تتنوع المناظر الطبيعية داخل حدود افريقيا بين التلال الخضراء والأودية العميقة والجبال المغطاة بالأنهار الجليدية بالإضافة إلى عدد هائل من الثدييات والزواحف والنباتات الطفيلية والفطرية المنفردة المنتشرة حول المنطقة وهي ما جعلها مصدر جذب للسائحين الباحثين عما هو غريب وجديد ومرعب وغامض وأحياناً ساحر حقاً! وهذا يشمل كثبان الصحراء الليبية واحزمة الغابات الاستوائية بكامل إشعاعها الأخضر وفيتنيس اللون الأخضر الممتلىء بالحياة البيولوجية والحيوية والكائنات الدقيقة حتى نصل لنظام الإيكولوجيات الفرعونية القديم الخاص بشمال شرق السودان والذي يعد أحد أهم مناطق التراث العالمي حسب التصنيف الدولي لمنظمة اليونسكو. إنها بالتالي ليست مجرد أرض مليئة بالموارد المعدنية والمعادن الثقيلة فحسب؛ بل أيضاً ذاكرة ثقافية وحضارية عميقة الجذور تستحق الرحلة إليها والاستكشاف فيها أكثر فأكثر.
