تُعدّ مدينة فاس واحدة من أقدم المدن وأكثرها أهميةً في المغرب العربي، إذ يعود تاريخ إنشائها إلى القرن الثامن الميلادي على يد مؤسس الدولة الإدريسية إدريس الثاني. تعد المدينة جزءاً أساسياً من التراث الثقافي العالمي وتعتبر مركزاً هاماً للتاريخ الإسلامي والفلسفة والعلم. تتميز فاس بتنوع معالمها الجميلة التي تعكس ثقافتها الغنية وعمق جذورها العميقة. يمتزج فيها العصر الحديث بطابع الماضي بطريقة فريدة ومذهلة.
تشتهر فاس بشوارعها الضيقة والمزدحمة والمعروفة باسم "الدار"، والتي تحيط بها أسطح بيوت الطين ذات الألوان الباهتة والنوافذ المنقوشة بشكل رائع. يعد سوق النسيج أحد أشهر مناطق الجذب السياحي، حيث يمكنك العثور على مجموعة واسعة من المنتجات التقليدية مثل الحرف اليدوية والأزياء المغربية التقليدية والسجاد المعقد المصنوع يدوياً. كما توفر المدينة تجربة طهي مميزة لأشهى الأطباق المحلية مثل الكسكسي والكفتة والمشويات اللذيذة.
ومن بين المواقع الشهيرة الأخرى داخل حدودها الجامع الكبير بفاس، وهو واحد من أولى المساجد الرئيسية خارج الجزيرة العربية ويضم مدرسة قرآنية قديمة معروفة بمكتبتها الثرية تضم أكثر من مئتي ألف مخطوطة نادرة. بالإضافة لذلك، يوجد بالمدينة العديد من المتاحف الفريدة منها متحف الفنون الإسلامية ومتحف دار البطحاء للموسيقى والذي يسلط الضوء على الموسيقى الشعبية والثقافة المغربية القديمة.
في ختام زيارتك لفاس، سيكون عليك زيارة باب الفتوح رمز قوة ونعمة المدينة بإطلالاته الرائعة على المناظر الطبيعية الخلابة حول المدينة وفي أعلى القلعة الصغيرة المرتفعة فوق المدينة يمكن للزائر الاستمتاع برؤية بانورامية مذهلة تشمل كل ما تبقى من جمال ومعمار هذه البلدة العزيزة بالسحر والحنين للأيام الخوالي. إنها حقا رحلة عبر الزمن لن ينساها المرء أبدا عندما يزور مدينة فاس العزيزة.