وصف مدينة الجزائر الخالدة: تاريخ عمراني وثقافي نابض بالحياة

التعليقات · 0 مشاهدات

مدينة الجزائر، الواقعة شمال غرب أفريقيا، تشكل شاهدا حيّا لتاريخ حضاري غني ومتعدد الوجوه. تعكس الهندسة المعمارية للمدينة تنوع ثقافتها الإسلامية وتأثيرا

مدينة الجزائر، الواقعة شمال غرب أفريقيا، تشكل شاهدا حيّا لتاريخ حضاري غني ومتعدد الوجوه. تعكس الهندسة المعمارية للمدينة تنوع ثقافتها الإسلامية وتأثيراتها المتنوعة على مدار القرون. تمتاز بصروحها الضخمة مثل المساجد الكبرى والمساجد الصغيرة المنتشرة حول الأحياء. تنقسم هذه المعالم بين القصور التاريخية والقلاع الشامخة والثكنات المحصنة بمآذن مهيبة تحمل مدافع زمن الحرب. يمتزج هذا المشهد مع نظام الشوارع الضيق والمعقد، مما يعطي انطباعا بأن الحياة الاجتماعية والاقتصادية تدور حول مركز مشترك وهو قلب المدينة الحيوي.

على الجانب الثقافي، حققت الجزائر تقدما ملحوظا خاصة فيما يتعلق بحركات التعلم العلمي المرتكز أساسا على الدراسات الدينية. ولعبت المؤسسات الأكاديمية دور محوري في نشر المعرفة. فقد شهد القرن الرابع عشر ميلاديا ظهور مجموعة كبيرة من المكتبات العامة والتي كانت قبلة لكل من طلاب العلم، ومثقفيه، وأساتذة جامعات باحثين في مجالات مختلفة بداية من التأريخ حتى الرياضيات مكتفية بتقديم كتب علمية متنوعة. فضلا عن ذلك، انتشر انتشارا واسعا داخل المجتمع الجزائري فكرة تلقي دروس حفظ القرآن الكريم ضمن مراكز متخصصة تعرف باسم "الكتاتيب"، الأمر الذي ساعد بدوره على إنتاج جيل جديد ذوي معرفة عميقة بالإسلام وفهمه الصحيح.

ومن الأسماء البارزة التي ارتبط اسمها بتاريخ مدينة الجزائر العلمي المفكر الشهير سعيد القدورة، إمام مسجد العاصمة حينئذ، توفي سنة ١٠٦٦ م/٤٦٨ هجريًّا تقريبًا. ويذكر التاريخ أيضا الشيخ أبي مهدي عيسي الثعالبي أحد أشهر تلامذة السيد Saeed al-Qadduraa. وقد خلف هؤلاء الرجال العظماء تراثا مفيدا ومعرفيا ثريا كتبت عنه مؤلفات عديدة مثل كتاب «الشرح الأمثل» لإبن المالكي رحمه الله وكتاب آخر شهير تحت عنوان «الحاشية على شرح ابن سنوسي». علاوة علي تأليف الدكتور يحيى بن أحمد النايلي الأصل والشافعي الاعتقاد الكثير من الأعمال الأدبية والفنية الأخرى غير المذكورة هنا وهناك منها ما هو مرتبط مباشره بالأصول والفروع وكل علوم اللغة العربية كالبيان والإعراب المنطقى والنحوى إضافة لما صنعه كذلك لحروف الهجاء وكيف يمكن ترجمتها بعدد مطابق تمام التوافق عبر ايجازه المختصر المعنون باسم لامية الاعراب!

وبالتالي فإن ريادة وجهود العلماء السابق ذكرهم هي جزء أساسي من سلسلة طويلة مستمرة للأجيال التالية وما تزال تزدهر منذ أكثر من نصف قرن مضى ولم تفنى آثارها أبدا سواء أكانت مادياً ام معنوية التكوين وتمسكاً بالتقاليد القديمة وخلافة دين الاسلام الرحيمة الحميدة.

التعليقات