تُعد جزيرة سقطرى، الواقعة قبالة ساحل اليمن الجنوبي الغربي، واحدة من أكثر الجزر تنوعاً بيولوجياً في العالم. هذه الجزيرة الاستوائية غير العادية تحظى باهتمام عالمي بسبب غاباتها المتنوعة والمهددة بالانقراض والتي تضم مجموعة فريدة من النباتات والحيوانات التي لا تتواجد إلا فيها. فيما يلي نظرة متعمقة حول المساحة الإجمالية لهذه الجزيرة الرائعة وكيف تؤثر طبيعتها الفريدة على النظام البيئي العالمي.

تبلغ مساحة جزيرة سقطرى حوالي 3,725 كيلومتر مربع وفقا لأحدث البيانات المقدمة من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو). تشكل هذه المساحة جزءاً كبيراً من المحميّات الطبيعية المهمّة التي تحافظ على الأنواع النادرة والحساسة للنظم البيئية العالمية. يُعتبر موقعها الجغرافي الاستراتيجي بين البحر العربي والمحيط الهندي عاملاً رئيسياً يساهم بشكل كبير في التنوع الحيوِي الكبير بها.

يشير التركيب الجيولوجي الخاص لسقطرى إلى أنها كانت ذات يوم مرتبطة بالقارة الأفريقية قبل الانشطار البركاني الهائل منذ ملايين السنين. وقد أدى هذا الفصل إلى ظهور العديد من الأحياء الفريدة كالطيور والسحالي والنباتات التي تعكس علاقات تطورية قديمة مع المناطق الأخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا القريبة. ومن أمثلة ذلك وجود نوعين نادرين من الضباع - ضبع فارسية وضيعة بطوطة - بالإضافة لنمر خليجي معرض للخطر الشديد والذي يقتصر وجوده الآن فقط على مناطق محدودة داخل الجزيرة وخارجها.

إن الاهتمام الدولي بسقطرى ينبع أيضاً من جهود الحفاظ عليها واستعادة حالتها الطبيعية. تعمل الحكومتان المركزية والمحلية بشراكة وثيقة مع المنظمات الدولية لتحسين إدارة مواردها وحماية تضاريسها الخلابة لتوفير مأوى مستدام للحياة البرية والثروات المعدنية الموجودة تحت سطح الأرض أيضًا. إن خطوات مثل إنشاء منتزه سقطرى الوطني عام ١٩٩٨ وتطبيق استراتيجيات بديلة لإدارة الثروة الحيوانية وغيرها الكثير تسعى جميعها نحو تحقيق هدف واحد وهو تحقيق توازن حيوي مستدام.

وفي النهاية فإن فهم مساحة جزيرة سقطرى وموقعها والدور الذي تلعبه ضمن شبكات الحياة البرية العالمية هو أمر ضروري لفهم أهميتها الحيوية للحفاظ على التنوع البيولوجي العالمي وحمايته.