- صاحب المنشور: حسان الدين الهاشمي
ملخص النقاش:
في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي يشهدها العالم، يواجه قطاع الزراعة العربية تحديات كبيرة. هذه التحديات تشمل التقلبات الجوية غير المنتظمة، زيادة درجات الحرارة، وتضاؤل كميات المياه العذبة. ومع ذلك، يمكن النظر إلى بعض جوانب هذه التحديات كفرص محتملة للتطور والابتكار.
الزراعة هي العمود الفقري للاقتصاد في العديد من الدول العربية، حيث توفر الأمن الغذائي ومصدر رزق كبير للسكان الريفيين.
التقلبات الجوية، مثل الجدب والجفاف الشديدان، يؤديان إلى انخفاض إنتاج المحاصيل وانعدام الاستقرار الاقتصادي للمزارعين. كما تؤثر ارتفاع درجات الحرارة على جودة وأعداد المحاصيل النباتية، مما يخفض الإنتاج الكلي. بالإضافة إلى ذلك، يتسبب تقلص موارد المياه العذبة بسبب ذوبان الأنهار الجليدية الناجم عن الاحتباس الحراري في مشكلات خطيرة في نظم ري واسعة النطاق.
الفرص والتكيف
على الرغم من الصعوبات، هناك فرص للتعامل مع تغير المناخ وتحويلها إلى مكاسب للقطاع الزراعي العربي. أحد الأساليب المقترحة هو الانتقال نحو تقنيات زراعية أكثر استدامة واستخدام أفضل لموارد الماء المتاحة حالياً.
تقنيات الرى الحديثة، مثل نظام رى قطاعي أو رشاشي فعال للغاية ويمكنه المساعدة في ترشيد استخدام الموارد المائية. أيضاً، تطوير أصناف محلية جديدة مقاومة للجفاف والأمراض والتآكل الناجمة عن الظروف المناخية القاسية سيكون ذات أهمية قصوى. واستخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء اللازمة لأعمال الرفع والمضخات الصغيرة سيجعل عمليات الرى قابلة للاستمرار حتى خلال فترات نقص الوقود.
التعاون الدولي والاستثمار في البحث العلمي
يتطلب التعامل الفعال مع تأثيرات تغير المناخ تعاوناً دولياً واستثمارات مستمرة في البحوث العلمية. إن تبادل الخبرات والدروس المستفادة بين البلدان العربية وغيرها حول إدارة المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية ستكون مفيدة بشكل خاص عند وضع السياسات والبرامج العملية لتحسين مستوى المرونة الذاتية لقطاع الزراعة العربي.
ما نحتاج إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى هو نشر ثقافة التحليل الدقيق للأحوال البيئية واتخاذ قرارات مدروسة بشأن كيفية حماية مصالحنا الوطنية ضمن السياقات العالمية المعقدة لهذا القرن الجديد الذي نواجه فيه تغيراً مناخياً بطيئًا لكنه قاتل.