تقع مملكة سبأ، إحدى أشهر الممالك اليمنية القديمة، جغرافياً في المنطقة المعروفة الآن باليمن العربي. كانت عاصمتها مدينة مأرب التي تعتبر اليوم جزءاً من محافظة مأرب الحديثة. تشتهر هذه المملكة بتراثها العريق والثقافي الغني والذي ترك بصمة واضحة في تاريخ العالم القديم.
إحداثيات الموقع الجغرافي لمملكة سبأ هي حوالي 15 درجة شمال خط الاستواء و46 درجة شرق غرينتش. هذا المكان ذو الطبيعة الصحراوية القاسية لكنه كان مهد الحضارة السبئية بسبب توفر المياه الناتجة عن الأمطار الموسمية والموارد المعدنية الثمينة كالذهب والنحاس والتي ساهمت بشكل كبير في اقتصاد المملكة.
كانت مملكة سبأ موجودة منذ القرن الخامس قبل الميلاد تقريباً حتى القرن الأول بعد الميلاد، وتعتبر الفترة الذهبية للملكة بلقيس واحدة من أهم الفترات خلال تاريخها الطويل. رغم الاختلافات الثقافية بينها وبين الدول المحيطة بها مثل حمير وأدوم وسلالة بطليموس المصري، إلا أنها حافظت على وجود قوي ومستقل إلى حد كبير داخل الخليج العربي وجنوب الجزيرة العربية.
ترك شعب سبأ آثاراً ثقافية ومعمارية مميزة ما زالت قائمة حتى يومنا هذا كالدور والنوافير والأبنية الضخمة مما يشهد على مستوى عالٍ من التفوق الهندسي والعمراني آنذاك. بالإضافة إلى ذلك، فإن الكتابات المسندية -اللغة الرسمية للملكة- تعد دليل مهم لفهم تفاصيل الحياة الاجتماعية والدينية والدولية لهذه الحقبة الفارقة من تاريخ العرب القدماء.
بذلك نرى كيف أسهم موقع مملكة سبأ الجغرافي والاستراتيجي دوراً رئيسياً في بنائها وتميزها عبر الزمان بما تضمه من كنوز حضارية وعمرانية تبقى شاهداً حيّاً على إبداعات الإنسان البدائي المبكرة.