- صاحب المنشور: معالي بن ناصر
ملخص النقاش:
في عالم اليوم الذي يتميز بتقدم تكنولوجي مذهل، أصبح بوسعنا الآن الاتصال مع الآخرين عبر مسافات بعيدة بأقل جهد. هذه القدرة الجديدة قد عززت التواصل الإنساني بطرق لم نكن نتخيلها قبل عقود قليلة. ولكن، هل هذا التحول الرقمي يخدم حقًا مصالحنا الاجتماعية؟ أم أنه يعرض علاقاتنا الحقيقية للخطر؟
تواصل غير محدود ولكن...
التكنولوجيا توفر لنا وسائل جديدة للتواصل مثل الرسائل الفورية، الفيديو كونفرنس، والمنصات الاجتماعية التي تربطنا بالعائلة والأصدقاء حول العالم. يمكن أن تكون هذه الأدوات مفيدة للغاية؛ فهي تساعد الناس الذين عاشوا بعيداً لأسباب العمل أو الدراسة أو حتى بسبب الظروف الطبيعية الصعبة. لكن الجانب السلبي يكمن في الاعتماد الزائد عليها. فقد يؤدي الاستخدام المطول لهذه التقنيات إلى تقليل فرص التفاعلات وجهًا لوجه وبالتالي التأثير على الجوانب العاطفية والاجتماعية للعلاقة الشخصية.
الديناميكيات الاجتماعية الجديدة
لقد أدخلت التكنولوجيا تغييرات عميقة في ديناميكية حياتنا الاجتماعية. فمثلاً، جعلت المنصات الإلكترونية الأشخاص أكثر سهولة في الوصول إليهم مما كان عليه الأمر سابقًا. إلا أنها أيضا قد خلقت طبقات جديدة من الاختيارات المتاحة أمام الفرد فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الآخرين وكيفية تحديد أولويات تلك العلاقات بناءً على عدد مرات "الإعجاب" أو ردود الأفعال الأخرى عبر الإنترنت. وهذا النوع الجديد من القياس الاجتماعي يمكن أن يخلق مشاعر عدم اليقين والثقة بالنفس خاصة لدى الشباب والمراهقين الذين هم الأكثر حساسية لتأثيرات المجتمع الافتراضي عليهم.
الواقع مقابل الافتراض
إن وجود خياران -واقعيا وإفتراضيا- ليختار منهما الأفراد كيفية قضاء وقتهم وتكوين علاقاتهم يمكن أن يشكل عبئا نفسياً كبيرا. فالواقع غالبا ما يستدعي مجهود أكبر وقد يحمل تحديات أكبر بينما يبدو العالم الافتراضي أقل تعقيدا وأسهل في التنقل فيه بالنسبة لكثير من الناس. إن قدرتك على تقديم نسخة مثالية لنفسك عبر الإنترنت قد تجذب البعض ولكنه فى المقابل يقترب من المستحيلات عندما تأتي الأمور إلى الحياة الواقعية حيث يتطلب الصداقة والحب جهود مستدامة ومعرفة متعمقة بالأشخاص الذين نحبهم.
ختاما، فإن تأثير التكنولوجيا على العلاقات البشرية ليس أحادية الوجه كما سبق ذكره أعلاه؛ فهو يجلب معه مزايا ومشاكل تحتاج كل منها للقراءة الدقيقة والفهم العميق لاستراتيجيتها الخاصة للتغلب عليها واستغلال الإيجابيات المحققة عبر الوسائط الحديثة للحصول علي أفضل نتيجة ممكنة لحياة اجتماعية صحية ومتوازنة باستخدام تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين وفق حدود واضحة ولا تتعدى خطوط الحدود الأخلاقيه والمعنويه .