تقع روسيا ضمن القارة الأوروبية وآسيا، وتمتد لتشغل مساحة شاسعة تقدر بحوالي 17 مليون كيلومتر مربع مما يجعلها أكبر دول العالم من حيث المساحة الجغرافية. تُعرف باسم الاتحاد الروسي وهي جمهورية برلمانية تتألف من ثماني وثمانين مقاطعة ووحدة إدارية ذاتية الحكم. عاصمتها موسكو التي تعتبر واحدة من أهم العواصم الثقافية والأثرية في العالم. تشتهر روسيا بتاريخ غني ومتنوع يعود إلى قرون مضت، كما تتميز بتعدد الأعراق والثقافات المختلفة.
يبلغ تعداد سكان روسيا نحو 145 مليون نسمة وفقاً لآخر الإحصائيات المتاحة، ويتحدث أغلب المواطنين اللغة الروسية كلغة رسمية وحيدة للدولة. تنوع التركيبة السكانية يرجع جزئياً إلى التجربة التاريخية للاتحاد السوفيتي السابق عندما كانت روسيا مركز قوة عالمية، لجأت إليها العديد من الجاليات للاستقرار فيها بحثاً عن فرص عمل وتحسين ظروف معيشتهم. وعلى مر الزمن، شكل هذا الاختلاط العرقي والتداخل الثقافي سمات مميزة للحياة الاجتماعية داخل البلاد.
اقتصادياً، تعد روسيا إحدى الدول الرائدة عالمياً في إنتاج النفط والغاز الطبيعي بالإضافة للمواد الخام الأخرى مثل الفحم والمعادن النفيسة كالنيكل والكوبالت وغيرهما. وقد ساعد ذلك بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة دخول الدولة جرّاء تصدير تلك المنتجات الثمينة للسوق العالمية. وفي الوقت نفسه، تعمل الحكومة على دعم الصناعة المحلية وتعزيز القطاعات الاقتصادية غير المرتبطة بالموارد الطبيعية كالزراعة والسياحة والصناعات التحويلية والمالية والتكنولوجيات الحديثة أيضاً.
ثقافياً وفنياً، تمتلك روسيا تراثاً فنياً وتاريخياً عميق الأصول وهو ما تجلى واضحاً في المشاهد المبهرة للمباني والأبنية التاريخية القديمة والتي تعكس حضارات متنوعة منها البيزنطي والإسلامي والعربي والعصور الوسطى حتى الوصول إلى الحقبة الشيوعية لاحقاً. ومن أشهر هذه المعالم كاتدرائية القديس باسلوس في كييف وبازيلكا سانت باسيل الشهيرة بموسكو والقصر الشتوي البالغ الرقي والفخامة والذي يعد مقرا رئاسيا حاليًا لحكم الرئيس بوتين الحالي. أما بالنسبة للأعمال الأدبية، فإن الأدباء الروس قد تركوا بصمة واضحة ومتميزة لدى جمهور القرَّاء حول العالم وذلك بسبب مواهِب وأساليب كتاب أمثال دوستويفسكي وتولستوي وغوركي وجوجول الذين اشتهروا بروائع أدبية لامثيل لها ولا مثيل لأبعادها الإنسانية والنفسية والفلسفية الغامضة المبهرة أيضاَ! علاوةً على ذلك، فقد أثبت الفن التشكيلي رسومات الفنانين ذوي الأصل الروسي طابعا مختلفا متفردا سواء فيما اختاروا تصويره مِن مشاهد طبيعية خلابة لعالمنا الواقعي المُحيط بهم ام حينما سعوا لرسم لوحات جديدة مبتكرة باستخدام ألوان غائرة خفية لم تكن معروفة سابقاً إلا بين محبي التصوير الحركي الحديث فقط...
ختاما وليس آخرا أخذنا نظرة سريعة عبر صفحات مجلد روسيا الكبير لنشاهد بعض تفاصيل حياة شعب عاش منذ القدم ولكنه مازال يحافظ علي جوهره وهويته الخاصة رغم عوامل التقارب المجتمعي العالمي المستمرة حوله وإلي جانب الآخرين طبقا لقواعد السوق المفتوح الحديث .. ولكن يبقى دائماً هناك شعاع نور خاص ينبعث ليساعد الجميع لإكتشاف الذات وكشف أسرار النفس البشرية ولربما يساعد البعض أيضًا للإبحار بفكر أكثر شموليه واتساع بإتجاه رؤانا الشخصية للعالم الخارجي بكل حرية دون قيدٍ ملزم بالإطار المكاني الضيق !