إنجاز العمارة الحديثة: رحلة بناء برج خليفة تحفة الهندسة الإماراتية

التعليقات · 0 مشاهدات

برج خليفة، المحلق فوق مدينة دبي كرمز للابتكار البشري والفخر العمراني، ليس مجرد ناطحة سحاب عادية؛ إنه إنجاز هندسي عالمي حقق العديد من الأرقام القياسية

برج خليفة، المحلق فوق مدينة دبي كرمز للابتكار البشري والفخر العمراني، ليس مجرد ناطحة سحاب عادية؛ إنه إنجاز هندسي عالمي حقق العديد من الأرقام القياسية ووضع معايير جديدة لبناء النوافذ الشاهقة. منذ يومها الأول حتى اكتمال المشروع الكبير، كان بناء البرج قصة تستحق الوقوف عندها متأملاً.

بدأت الفكرة في عام 2004 عندما قرر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي آنذاك، إنشاء هيكل يمثل رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة للمستقبل. تم تعيين شركة "سكيدمور، أوينغز وميريل" المهندسين الأمريكيين لمشروع التصميم، بينما قامت مجموعة "إعمار العقارية"، الرائدة محليا وعالمياً، بإدارة جانب التنفيذ والتسليم.

كان تصميم البرج نتيجة لتضافر جهود أكثر من 12,000 مهندس معماري وهندسي وفني. استلهموا مفهوم الزهرة الصحراوية "ديسرت روز"، مما يعكس الجمال الطبيعي والإلهام البيئي الذي غالبًا ما يشعر به سكان المنطقة. يتميز برج خليفة بمجموعة متنوعة من المواد المتينة والمقاومة للحرارة مثل الخرسانة التي توفر قوة هائلة ضد عوامل المناخ القاسية والصخور الخفيفة الوزن المستخدمة في الأجزاء العلوية لخفض وزن الهيكل الإجمالي.

لم تكن عملية البناء بدون تحديات كبيرة. أهم هذه التحديات كانت الظروف الجوية الصعبة وتوفر المياه في منطقة صحراوية إلى حد كبير. ومع ذلك، فقد عمل فريق العمل بلا كلل للتغلب عليها باستخدام حيل مبتكرة مثل استخدام نظام تبريد فريد واستخدام مضخات مياه ذات طاقة عالية لتحريك ملايين الغالونات من الماء بشكل يومي أثناء مراحل التجفيف الحراري المكثفة للخرسانة الجديدة.

بعد ست سنوات ونصف فقط من بدء الأعمال الأرضية الأولى، تم الانتهاء رسميًا من برج خليفة بتاريخ 4 يناير/كانون الثاني 2010، ليصبح بذلك أعلى مبنى في العالم وذلك بالنسبة لحجمه وحجمه العمودي الخاص به أيضًا. بلغ ارتفاعه النهائي حوالي 865 قدم فوق مستوى سطح البحر بما فيها البنية الخارجية الخاصة به والتي تتكون أساسا من شبكة ضخمة للسقالات المعدنية المؤقتة داخل طبقات المبنى المختلفة والتي تشكل جزءا ضروريّا للبنية الأساسية نفسها. وبعد إزالة تلك الشبكات لاحقاً، وصل طول المبنى المجرد فعليًا إلى نحو 2722 مترًا تقريبًا وهو رقم قياسي جديد يسجل لأعلى مبنى بشري الصنع إلى الآن!

يضم البرج حاليا أكثر من 900 شقة سكنية استثمارية بالإضافة لعشرات المطاعم ورواق الفن الشهير المعروف باسم مركز الفنون العلمانية والذي يحتوي كذلك على مكتبه خاصة بالأعمال الدينية الإسلاميه والعروض الثقافية الأخرى وغيرها الكثير مما جعل منه وجهة أساسية لكل زائر لدبي اليوم سواء لسفر الأعمال التجاريه أم السياحية الترفيهية منها جميعًا . علاوة علي دور البرج الرئيسي كموقع رئيسي للإشهارات العالمية كما أنه موطن أحد أغلى مطاعم العالم أيضا ذو خمس نجوم وجنة مقصودة لدى كثير ممن يهيم بها هوايته بالتصويرالفوتوغرافي ومن يحب التقاط الصور للأماكن المرتفعة الشائعة بالسياحة العالميّة عامةً.

إن قصة بنائِ برجِ خليفَة ليست تاريخاً عظيماً للهندسه المدنية فحسب وإنما هي أيضاً رمزٌ للعزمالإنساني والأمل المستقبلي أمام مجتمع الإمارات الواعد دائما بالتطور والتقدم المتحضر .

التعليقات