تعتبر جمهورية شمال قبرص التركية، التي تسكنها غالبية تركية كبيرة، وجهة فريدة وغنية بالتاريخ والثقافة المتشابكة مع الجمال الطبيعي الخلاب. بدأت القصة عندما أصبحت الجزيرة ذات الأغلبية اليونانية تحت الحكم العثماني لمدة أكثر من ثلاثة قرون قبل الحرب العالمية الأولى. وبعد فترة احتلال بريطاني قصيرة، شهد عام 1960 تقسيم الجزيرة رسمياً بين المجتمعات اليونانية والأتراك بموجب اتفاقية لندن الثلاثية. لكن الصراع استمر وأدى إلى الانفصال الدستوري لشمال قبرص والذي اعترفت به تركيا فقط. اليوم، تعتبر هذه المنطقة موطنًا لأربع عواصم رئيسية تتمتع كل منها بشخصيتها الفريدة والتراث الثقافي الغني.
ليماسول، مدينة الألوان الزاهية والشواطئ الهادئة
تقع ليماسول جنوب غرب جزيرة قبرص، وهي ثالث أكبر المدن فيها بعد نيقوسيا ولارنكا. تشتهر المدينة بكونها مركزاً تجاريًّا هاماً منذ القدم نظرًا لموقعها الاستراتيجي عند سفح جبل أوليمبوس. تعتبر شوارعها القديمة مليئة بالمتاجر المحلية والمأكولات التقليدية مكانًا رائعًا لاستكشاف الحياة اليومية للسكان المحليين والاستمتاع بالأطباق البحرية الطازجة التي تعد أساس النظام الغذائي للمنطقة. بالإضافة لذلك، يعود تاريخ المسرح الروماني الشهير إلى القرن الثاني الميلادي ويُعد أحد أهم المعالم التاريخية في المدينة.
فاماغوستا، بوابة الشرق وموطن الحكام البيزنطيين
تنتشر أسوار فاماغوستا الشامخة عبر المضايق الضيقة مما يجعلها واحدة من أجمل الأمثلة الباقية لأعمال الدفاع البيزنطية في أوروبا. كانت المدينة سابقًا محطة مهمة للتجارة ونقطة عبور بين آسيا وأوروبا خلال العصور الوسطى بسبب موقعها البحري الرائع. تُعرف أيضًا باسم "مدينة الملكة" لأنها كانت مقر إقامة زوجة الإمبراطور البيزنطي جون كومنينوس ابن عم هنريكومنينوس الثالث . ولا تزال التحف المعمارية مثل قلعة الرملة ومعبد أفروديت شاهدة على الماضي المجيد لهذه المدينة القديمة.
كيرينيا، جوهرة الساحل الشمالي وخزان الفنون الشعبية القبرصيّة
تشتهر كيرينيا بساحلها الجميل وبحر إيجه الواسع أمامها مباشرةً وهو ما جعل لها تسميات مختلفة مثل عروس البحر وكوينزتاون نسبة لتلك الفترة البريطانية المؤقتة عليها. تحمل المدينة اسمًا آخر هو «كيروز» وهي تعني القرية باللغة العربية وقد حافظت حتى يومنا هذا على طابعها الريفي الأصيل رغم توسعها الكبير مؤخرًا نتيجة جذب السياح إليها خاصة عشاق ركوب الأمواج ورياضات المغامرات الأخرى المرتبطة بالمحيط. كما أنها تضم مجموعة رائعة ومتنوعة من الأعمال اليدوية والحرف التقليدية التي تمثل تراث قبرص الثقافي الأصيل والتي يمكنك اقتنائها كتذكار خاص بحجتك هناك.
نيقوسيا، قلب البلد وعاصمة لنصفين متعارضين
تقسم خط الحدود الأخضر الواقع وسط العاصمة نيقوسيا البلاد فعليا ويعكس حالة الصراع المستمرة حول مستقبل الوحدة الوطنية للقبارصة الذين ينقسمون عرقيا وطائفيا تقليديا ولكن بشكل مختلط أيضا داخل مناطق سكناهم المختلفة خارج الخط الاخضر ذاته . إلا إن ذلك لم يحجب الجانبان الكثيرَ من النقاط المشتركة والمعيش المشترك السابق خلال العقود المنصرمه إذ توجد العديدُ مِن المناطق التاريخيه والجسور القديمه والتي تتداخل فيها المباني الحديثة بطريقة جميلة جدا مثيرة للإعجاب حقا ، كذلك يوجد بها واحدٌ من اشهر المقاهي الأوروبيه وهوأحد افضل اماكن لقضاء الوقت مساء مع الاحبة وهو مطعم لويس الفرنسي الذي يعرض مظاهر ثقافتهم ولوحات فنية جميلة إضافة لحفلاتها الليلية الشهيره بإلقاء الشعر والغناء المغاربي التقليدي بكل تنوعه الشعبي العربي والعجمي العربي ايضا ومن ثم الموسيقى الأوربية المختلفة بمافيه موسيقى الجاز والكلاسيكية وغيرهما .. إنها فرصة ذهبية لكل زائر لعاصمه نصف عالم صغير تجمع وتميز بتاريخه وحاضره على ضفاف نهر بيراخا الخالد ....