تُعدّ جمهورية هولندا دولة غنية بالتاريخ والثقافة وتقع في شمال غرب أوروبا. تتميز بكثافتها السكانية العالية مقارنة بحجمها الجغرافي، مما يجعلها مثيرة للاهتمام عند دراسة تركيباتها الديموغرافية. وفقاً لبيانات الأمم المتحدة الأخيرة، بلغ تعداد سكان هولندا حوالي 17 مليون نسمة كحد تقديري اعتبارًا من عام ٢٠٢١. يستعرض هذا المقال تفاصيل أكثر حول هذه الأرقام ويشرح كيفية انتشار هؤلاء السكان في مختلف المناطق الهولندية.
على الرغم من كونها واحدة من أصغر الدول الأوروبية مساحةً بعد أن فقدت جزء كبير منها بسبب الفيضانات عبر التاريخ، فإن كثافتها السكانية مرتفعة نسبياً. يعود ذلك جزئياً إلى الزراعة البستانية المكثفة التي كانت مصدر رزق رئيسي للشعب الهولندي منذ قرون مضت وهي ما زالت حتى اليوم تمثل قطاع اقتصادي مهم جداً. بالإضافة لذلك، يتمتع الاقتصاد الهولندي بمستوى عالٍ من الازدهار نتيجة للابتكار والصناعة المتقدمة والموقع الاستراتيجي التجاري بين القارات المختلفة مما يجذب العديد من العمالة الوافدة بشكل مستمر.
معظم الشعب الهولندي ينتمي إلى عرقيات متجانسة ولكن البلد معروف بتنوع ثقافي ملحوظ. تعتبر اللغة الهولندية هي الرسمية ويستخدم اللغة الإنجليزية أيضاً بصورة واسعة خاصة بين الشباب وفي المجال الأعمال. يوجد تنوع ديني أيضًا مع أغلبية غير رسمية للإلحاد والمعتنقين للمذهب الليبرالي المسيحي باعتباره الدين الأكثر شيوعا.
من الناحية الحضرية، تضم أكبر خمس مدن وهن: أمستردام وروتردام وأيندهوفن ولاهاي وجرونينجن مجتمعة تقريباً ثلثي مجموع سكان البلاد. توفر كل مدينة تجربة فريدة وغنية بالأنشطة الثقافية والفنية والترفيهية إضافة لمجموعة كبيرة ومتنوعة من خيارات العمل والسكن المناسبة للأزواج والعائلات والأفراد المنفردين.
وفي الريف والجزر الصغيرة المنتشرة خارج المدن الرئيسية، يمكن رؤية النمط التقليدي للحياة المحلية والتي تعكس جمال الطبيعية الغنية عبر حقول الطوبوغرافيا المنخفضة الشهيرة ورؤوس المياه الضبابية الهادئة - مشهد خلاب وممتع للعين البشرية! علاوة على ذلك، تشتهر بعض المناطق البحرية القديمة بنظام قنوات تاريخي محفوظ جيداً يعد موطن لأصناف متنوعة من الحياة البرية مثل طيور البطريق والحيتان وغيرها الكثير تحت سطح الماء الصافي تماماً كما هو الواقع فوق الأرض المرئية لنا جميعاً.
هذه الصورة العامة للسكان والنسيج الاجتماعي لهولندا تقدم فكرة مفصلة حول ديناميكيتها المجتمعية وتعطي خلفية إضافية لفهم جذور شعبها الفريد وثقافته الغنية والتراث المصاحب لها عبر الأعوام المتلاحقة.
