أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط: سرد العظمة مع سرد الصقلية

التعليقات · 3 مشاهدات

تعتبر جزيرة صقلية، الواقعة جنوب إيطاليا، واحدة من أكثر الجزر روعة وثراءً تاريخياً وأثرياً في منطقة البحر المتوسط بأسرها. تتمتع الجزيرة بموقع فريد يجعل

تعتبر جزيرة صقلية، الواقعة جنوب إيطاليا، واحدة من أكثر الجزر روعة وثراءً تاريخياً وأثرياً في منطقة البحر المتوسط بأسرها. تتمتع الجزيرة بموقع فريد يجعلها محور اهتمام بين الشرق والغرب، مما منحها طبقة ثقافية غنية ومتنوعة عبر القرون. تعد مساحة مساحتها تقارب 25,711 كيلومتر مربع تجعل منها الأكبر حجماً مقارنةً بالجزر الأخرى الموجودة ضمن مياه هذه البحيرة الهادئة.

صقلية ليست مجرد نقطة جغرافية كبيرة؛ إنها تحفة فنية عبر الزمن. تضم الجزيرة تراثا تاريخيا ثريّا يعود إلى الحضارات القديمة مثل الإغريق والإتروريين واليونان القدماء. ترك هؤلاء المستوطنات المبكرة بصمة واضحة حتى يومنا هذا من خلال الآثار والمباني التي ما زالت قائمة رغم مرور آلاف السنين. إضافة لذلك، لعب الرومان دور مهم أيضا في تشكيل شكل الحياة السياسية والعمرانية للجزيرة لفترة طويلة منذ القرن الثاني قبل الميلاد وحتى الغزو البيزنطي لها لاحقا.

مع دخول العالم الإسلامي المشهد، شهدت صقلية فترة ذهبية تحت حكم العرب الذين استولوا عليها سنة 827 ميلادية. أسس الخليفة أبو العباس محمد بن الفضل قاعدة قوية هنا مما أدى لتطور علمي وفني كبير جعل الثقافة العربية جزء أساسي مميزاته الخاصة بها حاليًا. تلك الفترة شهدت نهضة تعليمية مثمرة وساهم فيها علماء بارزون مثل ابن الهيثم وابن رشد وغيرهما ممن تركوا بصمتهم الثقافي الطابع الخاص بها حتى وقتنا الحالي.

تجسد العاصمة "باليرمو"، كنموذج حي لأثر هذه التأثيرات المختلفة، مزيج العمارة بكل اشكالها سواء كانت النورمانية أو الباروكية وكذلك الهندسة الإسلامية التقليدية والتي تجلت بشكل واضح في مسجد الكبير الذي أصبح فيما بعد كنيسة ماريا ديلا بوي بينما يبقى باب السلام أحد أشهر المعالم الدالة علي ذلك التاريخ الإسلامي الثري. كما تضيف المواقع الطبيعية الجميلة كالبركان الشهير إتنا والحمامات المعدنية العلاجية لمسات فريدة تتوج باقي معروضاتها السياحية الرائعة .

هذه الصورة المركبة لأسرار الماضي وغنى الحاضر تجعل صقلية وجنة حقيقيه لكل محبي الاستكشاف والاستمتاع بالأماكن ذات القيمة التاريخ والأثرية والفنية الفائقة.

التعليقات