تقع محافظة السويس في الجزء الشمالي الشرقي لجمهورية مصر العربية، وتعتبر واحدة من المحافظات التي لها أهميتها الجغرافية والتاريخية الخاصة. تتميز بموقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر وخليج السويس، مما جعل منها مركزاً رئيسياً للحركة التجارية والبحرية عبر قناة السويس الشهيرة والتي تعد شريان الحياة الاقتصادي للمصريين والعالم ككل. هذا الموقع الفريد ساهم أيضاً في جذب الكثير من الثقافات المختلفة خلال القرون الماضية، مما أسفر عن تنوع ثقافي غني يعكس تاريخ المدينة العريق.
تاريخياً، كانت السويس نقطة عبور مهمة منذ القدم بين الشرق والغرب بسبب قربها من مضيق تيران وباب المندب، وهو ما أكسبها مكانة جيوسياسية هامة. تحتل قلعة كاترين، التي تم بناؤها عام ١٨٣٧ أثناء حكم محمد علي باشا، مكانة بارزة ضمن المعالم الحضارية والأثرية بالسويس. بالإضافة إلى ذلك، تشتهر المدينة بمتحف السويس البحري والقصر الملكي للأمير فؤاد -والذي أصبح فيما بعد فاروق الأول ملك مصر-.
بالحديث عن الطبيعة الخلابة، تضم المحافظة العديد من المناطق الطبيعية الجميلة مثل جبل عتاقة وجبل القلزم، وهما وجهتان شهيرتان للسياحة الداخلية والخارجية. كذلك يوجد هناك منتجعات وشواطئ ساحلية خلابة تستقطب الزائرين طوال العام بما فيها منطقة الغردقة ومرسى علم وغيرهما. وعلى الرغم من كونها مدينة الصناعة أيضًا نظرًا لموقعها بالقرب من المناجم ومعسكرات الجيش المصري، إلا أنها تحافظ بقوة على تراثها الثقافي الغني بتنوعه الديني والفني والحرف اليدوية التقليدية.
وفي الختام، فإن محافظة السويس ليست مجرد محطة مرور ولكنها رمز للتراث المصري القديم والمعاصر بنفس الوقت؛ فهي تستحق الزيارة للاستمتاع بروعتها الطبيعية والاسترخاء على شواطئها الرملية الناعمة واستكشاف روائع فنونها الإسلامية والمسيحية وفنونها الشعبية المتنوعة.