تاج محل، هذا الصرح التاريخي العظيم الذي يعد رمزًا للرومانسية والأدب الهندسي الإسلامي, يقع في أغرا بإقليم أوتار براديش شمال غربي الهند. بدأ العمل فيه عام 1632 وتكلل بالانتهاء منه بعد خمس سنوات تقريبًا بتوجيه من الإمبراطور المغولي شاه جهان تخليدًا لذكرى زوجته المحبوبة ممتاز محل التي رحلت مبكرًا خلال ولادة طفلها الرابع عشر.

تصميم Taj Mahal مستوحى بشكل أساسي من الفنون الإسلامية والمذهبية الأفغانية والتيمورية، ولكن مع دمج عناصر معمارية هندوسية وفارسية أيضًا مما يعكس تنوع الهوية الثقافية للمغول آنذاك. يتميز المبنى بتماثله الجمالي الرائع ومتانته الاستثنائية؛ فهو قائم حتى الآن رغم مرور أكثر من ثلاثة قرون عليه بسبب الحكمة الفائقة واستخدام مواد بناء عالية الجودة مثل الرخام الأبيض النقي والحجر الرمادي والبلاط الملون المصنوع يدوياً.

يتكون المجمع الرئيسي لتاج محل والذي يشغل مساحة حوالي 42 فدانا (17 هكتارا) من عدة مبانٍ منها القبر الكبير ومئذنتين بارزتين هما الشاهيستان علي وهند علي بالإضافة إلى المسجد وجامعة المياه الخاصة بالسيدات. يُعتبر بناء القبر نفسه واحدًا من أجمل الأمثلة العالمية للعقائد العمرانية التركيبية الباروكية.

في الداخل، تجسد تفاصيل الزخرفة الداخلية روح الأدب والفلسفة الدينية الإسلامية بطابع مغولي خاص، حيث تزين الجدران والنوافذ نقوش وزليج وزجاج ملون وأعمال نحت دقيقة تصور مختلف الآيات القرآنية والشعر العربي والإسلامي القديم. إنها حقًا صورة باهرة للحالة الروحية والعاطفية للسلالة المالكة حينها وشهود عيان حي على فن العمارة وروعة التعبير البصري الثابت عبر العصور المختلفة.

إن تاج محل ليس مجرد معلم سياحي شهير بل إنه تراث ثقافي عالمي يحظى بحماية اليونسكو ويُعد أحد عجائب الدنيا السبع الجديدة وفق التصويت الشعبي العالمي في العام 2007. منذ إنشاءه وعرف عنه أنه محطة جذب لمختلف علماء الاجتماع والسياح الذين أتوا من كل مكان لاستلهام جمال بنائه وسرد القصص المتعلقة بتاريخه الغني. يبقى تاج محل مصدر إلهام للإبداع الإنساني ويعكس قدرة البشرية على خلق أعمال فنية عظيمة تتخطى حدود اللغة والزمان وتمثل رسائل الحب الخالد بين الاحياء والشهداء تحت السماء الواحدة.