المحيط المتجمد الجنوبي: أهميته وميزاته الفريدة

التعليقات · 1 مشاهدات

المحيط المتجمد الجنوبي، المعروف أيضًا بالمحيط القطبي الجنوبي، يُعتبر الرابع الأكبر في حجمه بين محيطات العالم، لكنه يتميز بموقع فريد وخصائص جيولوجية مم

المحيط المتجمد الجنوبي، المعروف أيضًا بالمحيط القطبي الجنوبي، يُعتبر الرابع الأكبر في حجمه بين محيطات العالم، لكنه يتميز بموقع فريد وخصائص جيولوجية مميزة. يقع غرب خط الاستواء مباشرةً ضمن نطاق دائرة عرض 60 درجة جنوباً، وتمتد حدوده شمالاً حتى النقطة التقابلية للقارة القطبية الجنوبية، والتي تبعد حوالي 1,500 ميل بحري فقط عنها. تغطي هذه المساحة الهائلة التي تُقدّر بنحو 21,960,000 كيلومتر مربع ربع المنظومة الطبيعية العالمية للسطح البحري تقريبًا. كما أنه يحتوي ضمن مياهه الواسعة على كميات كبيرة من الماء تساوي نحو 71,800,000 كيلومتر مكعب، مما يعكس ثرائه البيئي وجاذبيته العلمية.

يمثل هذا المحيط غلاف مائي عريض ذو عمق وسطي يبلغ حوالي 3270 متراً، وقد وصل الحد الأقصى لعمرقه في منطقة "خندق سانويتش" جنوب جزيرة جورجيا الجنوبية إلى مستوى مذهل بلغ 7432 متراً أسفل سطح البحر. تعدُّ طبيعة مياهه شديدة البرودة إحدى الخصائص اللافتة، إذ تنخفض درجات حرارتها خلال فصل الشتاء لما دون درجة التجمد تمامًا لتصل إلى مستويات تكاد تكون باردة جدًّا (-2°م). أما في الصيف فتستقر درجة حرارتها عند حدود الدرجة العشر (10°م). وفي داخل أحشاء تلك المياه الغامضة تستعر حياة نابضة بالحياة تخفيها الأعماق، وهي ملاذ لمجموعات واسعة ومتنوعة من الأنواع البحرية والنباتات، بما فيها الشعاب المرجانية والإسفنج وأنواع مختلفة من الرخويات والحشرات الصغيرة مثل العنكبوت والشريط والعناكب الآكلة للحوم بالإضافة للفقاريات كالأسماك وشبيهات القرش والكائنات شبيهة بالإنسان الطول والتي تتميز بطويل أجسامها.

وعلى الرغم من عدم اعتراف بعض الرسامين الجغرافيين بوجود المحيط المستقل بذاته تماشياً مع نظرتهم له كامتداد مباشر للمحيط الأطلسي والهادئ والهندي إلّا أنّ الدراسات الحديثة أثبتت اختلاف خصائص مناطق تواجد المحيط المتجمد الجنوبي عن نظائرها الأخرى وبالتالي أصبح التعريف برمزيتها مستقلاً بالنظر لطابعها الخاص؛ فقد ظهر لأول مرة مصطلح "المحيط المتجمد الجنوبي" عندما قام عالم الأحياء الأمريكي توماس دانييل غرانت بتصنيف موقعه عبر رسم أول خارطة بحرية تفصل فيه الحدود بين المشار إليها سالفا وبقية الدوائر المدارية السفلى للعالم وذلك أثناء رحلات استطلاع بدأت مطلع العام ١٨٩٨ وانتهت بإصدار نتائج بحثه عقب مرور عقد كامل فوق متن سفينة البحث الشهيرة "الأنتاركتيكا". ومن الجدير ذكره أنه وعلى مدى قرنين كاملين ظل الترقب قائماً لاستقرار الاعتراف الرسمي بهذا المحور جديد قبل توقيع الأمم المتحدة على اتفاقية تحديد آلية تسميته الرسمية كوحدة قائمة بذاتها وفق الاتفاق التاريخي الموقع بتاريخ الثالث عشر من ديسمبر/كانون الأول لسنة ٢٠١٧ والذي شهد اقرار الجمعيه العامة للأمم المتحده لمسماه القديم لاحقا بأنه أصبح الآن ملزما قانونيا لمنظمات الانترنيت ولجميع أدوات التصوير والخرائط فضلا عن كافة الأدلة المرجعيه المعتمدة لدى هيئة رقابة النظام العالمي لبنية البيانات المكانية (GSDI).

وبذلك تأكد رفع مكانة واستقلاليتي المحيط الجنوبي المؤقت سابقا لفترة طويلة ليصبح اليوم واحدا ممن تم ترسيمه دستوريا ضمن مفهوم خمسة محاور مفتوحة تعتبر جزء رئيسيا من نظام الموارد الطبيعية للغلاف الخارجي لكوكبنا الازرق الكبير!

التعليقات