اتفاقية أوسلو، التي تم توقيعها في عام 1993، كانت لحظة تاريخية مهمة في الصراع العربي الإسرائيلي الطويل الأمد. سميت هذه الاتفاقية نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية حيث جرت المفاوضات السرية بين ممثلين عن منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل. وكانت هدفا رئيسياً لها تحقيق السلام واستعادة الاستقلال للشعب الفلسطيني بعد عقود طويلة من الاحتلال.
الاتفاق شمل عدة بنود أساسية. أولاً، تعترف إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ضمن حدود الدولة المستقبلية للفلسطينيين. ثانياً، يتم إنشاء حكومة فلسطينية مؤقتة تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية والتي ستكون مسؤولة عن إدارة المناطق "أ"، وهي مناطق ذات حكم ذاتي كاملاً. أما المناطق "ب" و"ج"، فهي تخضع لإدارة جزئية أو مباشرة من قبل السلطات الإسرائيلية حسب الاتفاقيات التفصيلية.
كما تضمنت الاتفاقية أيضاً خطوات نحو حل القضايا الرئيسية مثل القدس والمستوطنات والأسرى. وقد اتفق الجانبان على بدء مفاوضات حول وضع المدينة المقدسة القدس خلال فترة محددة مع تركيز خاص على حقوق الوصول للمسلمين والمسيحيين والإسرائيليين اليهود. بالإضافة إلى ذلك، وافقت إسرائيل على إعادة النظر في وضع المستوطنات كجزء من عملية التسوية النهائية للنزاع.
رغم البداية الواعدة، واجهت اتفاقية أوسلو تحديات كبيرة أدت إلى تجميد العملية برمتها لسنوات عديدة. ومنذ تلك اللحظة التاريخية، ظلت قضيتي السلام والاستقرار في المنطقة محور نقاش دولي مستمر حتى اليوم. ومع ذلك، تبقى اتفاقية أوسلو نقطة انطلاق هامة لأي جهود مستقبلية لتحقيق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط.