تقع مدينة ذمار، إحدى أجمل وأعرق المدن اليمنية، وسط سلسلة جبلية خلابة تشكل جزءاً من محافظة ذمار. هذا الموقع الاستراتيجي منح المدينة طابعاً خاصاً جعل منها مركزاً ثقافياً واجتماعياً هاماً منذ القدم. يعود تاريخ وجود الإنسان فيها إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة مضت، مما يجعلها واحدة من أقدم المستوطنات البشرية في المنطقة.
تميزت حياة سكان ذمار عبر التاريخ بتنوع اقتصادي غني يشمل الزراعة والصناعة اليدوية والتجارة. كانت الأراضي الخصبة حول المدينة مصدر رزق رئيسي لسكانها الذين اهتموا بزراعة القمح والشعير والخضروات المختلفة. كما اشتهرت الحرف التقليدية مثل التراث النحاسي والديكور الخشبي والحفر في الأحجار كجزء مهم من الثقافة المحلية.
على مر القرون، شهدت ذمار العديد من الفترات الحاسمة التي تركت بصمتها الواضحة عليها. خلال فترة الدولة الحميرية القديمة (115 ق.م - 525 م)، استقر الملك السبئي شمر يرعش هناك قبل أن ينقل عاصمته إلى ظفار بعيدا عنها. وفي القرن الثامن الهجري، أسس أحمد بن علي آل عثمان دولة آل حميد الدين والتي كانت ذات نفوذ كبير في منطقة الجزيرة العربية والعراق وشمال شرق الهند حتى عام 1676 ميلادي.
في مجال الفن والأدب، تتمتع ذمار بتاريخ حيوي. فقد ظهر فيها شعراء وفنانون بارزون مثل الشاعر محمد محمود الزبيري الذي كتب قصائد مشهورة تعكس الحياة اليومية لتلك الفترة. بالإضافة لذلك، تعد المساجد والمعالم التاريخية الأخرى شاهدا حيا على تراث المدينة الديني والثقافي العريق.
اليوم، تستقبل ذمار الزوار لمشاهدة جمال طبيعتها الخلاب ومواقعها التاريخية البارزة وبقايا عصر ذهبي زاخر بالفن والأدب والموسيقى الغنية بالتقاليد الشعبية الرائعة التي تحتفظ بها جيلا بعد جيل.