أهمية موقع المغرب الاستراتيجي ودوره في تنمية الاقتصاد والتبادل الثقافي

التعليقات · 1 مشاهدات

يمتاز المغرب بموقعه الاستراتيجي الفريد الذي لعب دوراً مهماً في تشكيل تاريخ البلاد وثقافتها واقتصادها. فهو يقع عند مفترق الطرق بين غرب إفريقيا وأوروبا،

يمتاز المغرب بموقعه الاستراتيجي الفريد الذي لعب دوراً مهماً في تشكيل تاريخ البلاد وثقافتها واقتصادها. فهو يقع عند مفترق الطرق بين غرب إفريقيا وأوروبا، مما جعله ملتقى للتجار والصيادين والمستكشفين عبر التاريخ.

موقعه الجغرافي الرائد

تقع المملكة المغربية تحديداً في الركن الشمالي الغربي لقارة إفريقيا، حيث يفصل مضيق جبل طارق الضيق البالغ عرضه حوالي 15 كيلومتراً فقط، والذي يعد نافذة طبيعية تربطه بشمال أفريقيا وغربه بالمحيط الأطلسي وبشماله ببحر المتوسط. هذا الموقع الفريد جعل منه بوابة نحو العالم، وصوت التواصل الرئيسي بين القارتين الإفريقية والأوروبية.

الخلطة الثقافية المغربية النموذجية

بفعل موقعه المركزي هذا، شهد المغرب مرور حضارات مختلفة تركت بصمتها الواضحة فيه؛ فنشأت ثقافة مغربية فريدة امتزجت فيها العناصر العربية والأمازيغية والإفريقية والإسبانية والبرتغالية والنورمانية وغيرها. ولا تزال هذه العناصر ملموسة حتى اليوم في فنونه ومعماره وطعاماته ولغاته المحكية المختلفة. تتجلى روعة المشهد الثقافي المغربي أيضاً في وجود مدينة فاس القديمة الشهيرة عالمياً والمعروفة باسم "مدينة العلم".

سواحله الغنية بالموارد الطبيعية

إن طول خط ساحلها الطويل نسبياً -والذي يصل لحوالي 3,500 كيلومتر- يمنحه إمكانات كبيرة للاستثمار السياحي البحري وزراعة محاصيل بحرية مهمة كالسردين والخيار البحري. علاوة على ذلك فإن تعدد أنواع التربة وأنماط الظروف المناخية داخل حدوده الصغيرة نسبيًا يخلق بيئة مثالية لاستصلاح الأراضي الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي. كما أنه مصدر هام لصيد أسماك التونة الحمراء التجارية الآخذة في ازدياد كل عام بسبب اعتباره ملاذاً لها خلال أشهر الشتاء الباردة.

تأثير الموقع الجغرافي على الاقتصاد الوطني

كما للنظام السياسي والاقتصادي دور فعال لتسخير المقدرات الطبيعية للبلاد لتحقيق تنمية مستدامة شاملة؛ فقد نجحت سياسة التقارب مع الاتحاد الأوروبي واستكمال اتفاقيات تجارية مواتية عام ٢٠٠٠ بدفع عجلة نمو اقتصادي ملحوظ نتيجة زيادة تدفق رؤوس أموال خارجية والاستثمار الأجنبي المباشر بشكل غير مسبوق. بالإضافة لذلك ساعد قرب البلدان الأوروبية على تضاعف معدلات التدفق السياحي السنوي بما يفوق مليون زائر سنوياً وفق آخر تحديثات سنة ٢٠١٩ قبل تفشي جائحة كورونا العالمية.

التعليقات