يعد قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن واحدًا من أهم التشريعات التي تعالج القضايا المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة والتحديات الرقمية. هذا القانون رقم (27) لسنة 2015، والذي دخل حيز التنفيذ في يناير عام 2016، يهدف إلى مواجهة الجرائم المرتكبة عبر الشبكة العنكبوتية، وهيمنة الفضاء الإلكتروني كمنبر لجرائم متنوعة مثل الاحتيال, القرصنة, التهديدات, وانتهاكات حقوق الملكية الفكرية وغيرها الكثير.
يفرض القانون عقوبات مشددة على مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية بما يتناسب مع خطورة كل جريمة. فمثلاً، يعاقب بالحبس لمدة قد تمتد لخمس سنوات وغرامة مالية لا تتجاوز عشرة آلاف دينار أردني لمن يقوم بإرسال رسائل تهديد عبر شبكة الإنترنت. كما تنطبق نفس العقوبة إذا أدت الرسالة إلى إيذاء جسدي أو نفسي للشخص المستهدف. أما بالنسبة للجرائم الأكثر خطورة كالقرصنة واختراق البيانات الحساسة، فقد يصل الحكم فيها إلى السجن المؤبد بالإضافة إلى الغرامة المالية القصوى نفسها.
بالإضافة إلى ذلك، يشجع القانون أيضًا المؤسسات والشركات الخاصة والعامة على تبني إجراءات أمان قوية لحماية بياناتهم ومعلومات عملائهم من الاختراق. وتشمل هذه التدابير استخدام بروتوكولات تشفير متقدمة، تحديث البرامج والأجهزة بشكل منتظم، وضع سياسات خصوصية واضحة للمستخدمين، ودعم ثقافة الأمن السيبراني داخل المنظمة.
وفي ظل الزيادة المطردة في الاعتماد العالمي على الثورة الرقمية، أصبح وجود قوانين فعالة لمكافحة الجريمة الإلكترونية أمرًا ضروريًا للحفاظ على سلامة الأفراد والمؤسسات على حد سواء. ومن خلال تعزيز تطبيق قانون الجرائم الإلكترونية، يمكن للأردن المساهمة بشكل فعال في رسم ملامح العالم الرقمي الآمن والمستدام.