تعتبر محافظة بغداد العاصمة الرسمية والعصب الرئيسي للمملكة العراقيّة، وهي الأكبر بين المحافظات الأخرى من منظور الديمغرافيا. يبلغ تعداد سكانها وفق آخر الإحصائيات حوالي ثمانية ملايين نسمة تقريباً، وهو ما يعادل أكثر من ربع الجملة الوطنية حسب البيانات الأخيرة الصادرة عام ٢٠٢٠ م .
إن موقع هذه المدينة الاستراتيجي شكل لها دور تاريخي ثقافي هام منذ القدم وحتى يومنا هذا؛ فهي مركز للحكم والإدارة والقوة الأمنية للدولة بالإضافة إلى كونها قبلة للعلوم والأدب والتراث الفكري والحرف اليدوية التقليدية أيضًا. تعكس تنوعاتها المجتمعية المشهد الثقافي المتعدد للأمة العراقية والتي تشمل التركيب الاثني والديني المختلف مثل العرب السنة والمسيحيين والعرب الشيعة وغيرها الكثير مما يجعل منها مدينة متعددة الألوان بشاعتها وتقاليدها الغنية التي تتجسد فيما يسمى "الفولكلور".
بالإضافة لذلك، تحتضن بغداد العديد من المعالم السياحية التاريخية والمعمارية الشهيرة كشارع الرشيد القديم وجسر الشهداء وساحة التحرير وحدائق الزوراء وغير ذلك كثير مما يجعلها وجهة سياحية محلية وعربية وعالمية بارزة رغم تحديات الظروف السياسية والأمنية التي تمر بها المنطقة بشكل عام.
كما تساهم مداخيل القطاع الخاص فيها بنسبة كبيرة في الاقتصاد الوطني وبالتالي فإن ازدهارها يؤثر إيجابيًّا على اقتصاد البلاد بأسرها. وفي المجال التعليمي تتميز جامعة بغداد بمكانتها البارزة كمؤسسة بحث علمي وتقليدي كبير وذلك بحسب تصنيف الجامعات العالمية لعام ۲۰۱۹ م.
وفي النهاية يمكن القول إن محافظة بغداد ليست مجرد عاصمة سياسية وحسب بل هي رمز للتلاحم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للعراق بكامله ومن هنا تأتي أهميتها وألقها وسط هكذا عالم متغير ومتداخل اليوم.
