تقع جزيرة شدوان جنوب شبه جزيرة سيناء، وتعد واحدة من الجواهر المخفية التي يمتلكها البحر الأحمر. تتمتع هذه الجزيرة بطبيعة خلابة وأجواء هادئة تجذب عشاق الاستجمام والمغامرات البرية والبحرية. تعتبر محمية طبيعية منذ عام 1989، مما يحافظ على تنوع بيئي فريد يشمل الشعاب المرجانية الغنية والحياة البحرية النادرة.
شُدوَان هي جزء من مجموعة جزر أبو زنيمة، والتي تشكل معاً واحداً من أهم مواقع الحفاظ على البيئة في مصر. تبعد حوالي 50 كيلومتراً عن مدينة طابا شمالاً و40 كم غرب خليج العقبة. تضم مساحة إجمالية تقدر بحوالي 22 كيلومتراً مربعاً، منها ما يقارب 60% عبارة عن مناطق ريفية مغطاة بالنباتات المحلية كالأثل والشجيرات المتنوعة.
تمثل المياه المحيطة بالجزيرة مأوىً لعدد كبير ومتنوع من الأنواع الحيوانية البحرية. يمكن للمشاهدين هنا رؤية أسماك القرش الأبيض الكبير والسلاحف البحرية بالإضافة إلى الطيور المغردة مثل طائر الفلامنغو الأنيق أثناء هجرته السنوية عبر المنطقة. كما أنها موطن للأسماك الملونة والنباتات العصارية تحت الماء والتي تعطي جمالاً بصرياً مذهلاً للغواصين والغطاسين الهواة والعاملين المحترفين.
على الرغم من الموقع النائي نسبياً، فإن الوصول إليها أصبح أكثر سهولة اليوم بسبب خدمات نقل المياه الحديثة المتوفرة. ومع ذلك، يبقى الهدف الرئيسي للحكومة المصرية هو ضمان حماية هذا النظام البيئي الدقيق واستدامته لأجيال المستقبل. تُعتبر زيارة شدوان فرصة رائعة لاستكشاف ثقافة البدو الأصيلة وتعزيز فهمنا للعلاقة بين الإنسان والطبيعة بشكل وثيق. دعونا نحافظ معاً على سلامة وبقاء هذه المساحات الخلابة لنتمكن جميعاً من الاستمتاع بها لعقود قادمة.