تتمتع جمهورية الصومال بتراث ثقافي غني وتنوع بيولوجي مذهل يجعل منها وجهة مثيرة للباحثين عن المغامرة وعشاق الطبيعة. رغم تحدياتها السياسية الحالية، تحتفظ هذه الدولة الواقعة شرق أفريقيا بثروات هائلة يمكن أن تساهم بشكل كبير في اقتصادها ورفاهية شعبها إذا تم تطويرها وإدارتها بحكمة وبمعرفة محلية قوية. يسعى هذا المقال إلى توضيح بعض جوانب تلك الثروات – سواء كانت طبيعية أم تراثية – مع التأكيد على أهميتها التاريخية والحالية لبلد يُعرف باسم "أرض العجائب الأفريقية".

الجوانب الطبيعية: مصادر الحياة والموارد الاقتصادية

1. الأراضي الزراعية الفائقة الإنتاجية: تتميز التربة الصومالية بأنها خصبة للغاية بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة التي تتلقاها البلاد كل عام. تشتهر منطقة شبيلي السفلى تحديدًا بإنتاج القمح والشعير والذرة والقطن والفواكه الاستوائية مثل البرتقال والخوخ والتمر الهندي. بالإضافة لذلك، تعدّ الأبقار والأغنام مصدر رزق رئيسي للمزارعين المحليين الذين يستغلون رعي ماشيتهم بكفاءة عالية في مرعى أخضر خصيب طوال العام تقريبًا.

1. الثروة الحيوانية البحرية: تتمتع المياه المحيطة بالشواطئ الصومالية بمجموعة متنوعة من الأنواع المائية النادرة والكبيرة بما فيها أسماك أبو سيف والسردين والقرش وغيرها الكثير والتي تعتبر موردًا ثمينًا للسكان الساحليين وكذلك المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة لملايين الأشخاص حول العالم المهتمين بصناعة صيد الأسماك العالمية. كما أنه يوجد العديد من الشعاب المرجانية الجميلة جدًا داخل مياه خليج عدن مما يجذب السياحة البيئية ويحفز قطاع السياحة البحري المتزايد باستمرار هناك.

1. التعدين والاستخراج: تحتوي الأرض الصومالية أيضًا على مخزون ضخم من المعادن النفيسة كالنيكل والنحاس والذهب والإيثريوم وفقًا لدراسات جيولوجية حديثة أجرتْها الشركات الدولية المهتمة بهذا المجال مؤخرًا؛ لكن تبقى عملية استثمار هذه الثروات المعدنية متوقفة حتى الآن نظراً للأوضاع الأمنية غير المستقرة داخل البلاد حالياً.

1. الطاقة البديلة: يتمتع موقع الصومال الاستراتيجي بالقرب من خط الاستواء بميزة خاصة تسمح له باحتكار انتشار الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بشكل مكثف ويمكن تحويل هذين النوعان من الكهرباء إلى موارد مهمّة لتوليد الكهرباء وصناعة الطاقات المتجددة مستقبلاً وذلك عبر إنشاء مشاريع كبيرة تستعمل التقنيات الحديثة ذات الخبرة العلمية والعلمية المعتمدة عالميًا في مجال توليد واستخدام واستثمار الطاقة كمصدر بديل للتطور المجتمعي والصناعات الضخمة واقتصاد البلدان الأخرى كذلك!

إن جمع جميع الحقائق السابق ذكرها يؤكد لنا حقيقة مفادها أنّ بلدا بانواعه وأشكاله المختلفة يحوي بين جنباته روحاً إنسانيًّا عميق الوصل بروحه ونسيجه الثقافي إذ يقصدونه زواره بغاية التعرف عليهم وعلى تاريخهم وهويتهم المدهشة وقدرات مجتمعاته الرائعة المنتجة لحياة أبنائِهِ ومستقبل دولته مهما بلغ حجم المصاعب والمعوقات أمام نهوضه نحو مجالات جديدة وآفاق واسعة للإنجاز الكبير هدف سامٍ سعادة الشعب وحاضر مستقر ومستقبل مزدهر لكل فرد فيه.. إنه حلم المنشود لإعادة بناء دولة قوية قادرة على الاعتماد الذات وسابقة للعصر الحديث بكل ما يحتوي عليه سيرورة التقدم الإنساني الباهر .