إيران، التي تعرف رسمياً بجمهورية إيران الإسلامية، تشكل أحد أكثر الأنظمة السياسية تعقيداً في العالم العربي والإسلامي. إنها مزيج فريد من النظامين الديمقراطي والتوتوي-الأوليغاركي. وقد تأثر هذا النوع الفريد من الحكومة بتاريخ طويل ومفصل يعود إلى العصور القديمة.
على مستوى السلطة التنفيذية، يتمتع الرئيس الإيراني بصلاحيات واسعة ويتولى القيادة اليومية للدولة. لكن دور رئيس الوزراء يعتبر رمزياً بشكل أساسي تحت حكم ولاية الفقيه. ولاية الفقيه هي المؤسسة الحاكمة الأعلى والتي تعتبر الرمز الروحي والديني للثورة الإسلامية الإيرانية. هذه الوظيفة تحملها حالياً آية الله علي خامنئي منذ عام 1989 وهو أيضاً القائد العام للقوات المسلحة.
في الجانب التشريعي، يجتمع مجلس الشورى الإسلامي، البرلمان المؤلف من 290 عضواً، كل أربع سنوات لوضع القوانين وتمريرها. ولكن يجب الحصول على الموافقة النهائية من قبل مشرع أعلى يعرف باسم "مجلس صيانة الدستور". هذا المجلس مسؤول أيضاً عن التأكد من انطباق جميع القوانين مع التعاليم الإسلامية.
ومن الجدير بالذكر أيضا وجود قوة سياسية أخرى وهي "الحرس الثوري"، الذين لعبوا دوراً حاسماً خلال الحرب العراقية الإيرانية وأصبح لهم تأثير كبير بعد ذلك. هم ليسوا جزءاً مباشرة من الجيش التقليدي ولكنه يعمل كـ "أركان الجبهة الداخلية" حسب الدستور.
بالتالي، يمكن القول بأن نظام الحكم في إيران هو نظام هجين بين الجمهورية والشريعة الإسلامية، حيث تتداخل السلطات التنفيذية والتشريعية بطرق غير تقليدية غالبًا ما تكون محيرة للمراقبين الخارجيين.