لواء إسكندرون، المعروف أيضًا باسم "إسكندرونة"، هو منطقة حدودية متنازع عليها تمتد على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط بين تركيا وسوريا. يمتد هذا اللواء الضيق من نهر العاصي إلى خليج إسكندرون، ويبلغ طوله حوالي 160 كيلومتراً وعرضه أقل من عشرة كيلومترات عند نقطة أضيقها. تحيط به ثلاث محافظات تركية وهي هاتاي وأديامان وماردين بينما يشكل ساحله الجنوبي الحدود مع سوريا بشكل مباشر.
تمتاز هذه المنطقة بطبيعتها الجغرافية الفريدة التي تضم سهولاً خصبة تشتهر بزراعات الحمضيات والأشجار المثمرة بالإضافة إلى وجود بعض الغابات الصغيرة والوديان الخضراء. ومع ذلك، فإن أهميتها تكمن أكثر في موقعها الاستراتيجي كبوابة رئيسية للمسافرين والتجارة بين أوروبا وآسيا منذ القدم. كان لهذا الوضع تأثيرات كبيرة عبر التاريخ أدت لتغير سيادتها عدة مرات بين الإمبراطوريتين البيزنطية والعثمانية قبل أن تصبح جزءًا من الدولة السورية حديثًا عقب الحرب العالمية الأولى وبعد اتفاقية سايكس-بيكو عام ١٩١٦ والتي رسمت خطوط النفوذ الأوروبي آنذاك.
خلال الأعوام التالية، شهدت المنطقة اضطرابات سياسية عديدة تمثلت أساسًا في الصراع حول مصيرها سواء تحت الحكم السوري أم التركي. وقد أدى التدخل الفرنسي خلال فترة الانتداب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية إلزام سورية بتوقيع اتفاقية لوزان الدائمة سنة 1939 والذي اعترف ضمنيًا بسيادة الحكومة التركية على اللواء مقابل حصول دمشق على مبالغ مالية ضخمة وبكتلة بشرية محددة. إلا أنها لم تنتهِ بذلك القضية فقد استمرت النزاعات وتفاقمت خاصةً أثناء ثورة اللاذقية عام ٢٠٠٠ حينما احتوت قوات الجيش العربي السوري تلك المناطق مجددًا بما فيها محافظة جبلة المحاذية لهاتين المنطقتين شديدتي التعقيد مما جعل الملف مازال مفتوحًا للنقاش القانوني والقومي حتى يومنا الحالي رغم اعتراف الأمم المتحدة وحديثا الاتحاد الأوروبي بحكومة الجمهورية العربية السورية الحاكمة لهُما وفقًا لاتفاقيتي جنيف وطهران الصادرتَين لاحقا لسنة ستّ وثلاثين ميلادية وتسع وستِّن هجرِيّة فكانت الأخيرة أبرز حدث مؤثر آخر بالنسبة لهذه المسألة الحقوقية الدولية الشائكة.
