جنوب أفريقيا، البلد الجميل والمُتعدد الثقافات، يضم مجموعة مذهلة ومتنوعة من اللغات التي يعكس جمالها تنوع المجتمع الأفريقي الغني بالتاريخ والثقافة. معترف بها رسمياً الحادية عشر لغة داخل البلاد وفقاً لدستور عام 1996، كل واحدة منها تحمل تاريخها الخاص وتقاليدها الفريدة. هذه اللغة هي: الأفريكانز، والإنجليزية، والسوثو الجنوبي، والزولو، والكوسا، والنغوني، وسبيسا، والتسوانا، والثشوانا الشمالي، والفيند.

لغة الأفركانز هي الأكثر انتشاراً بين السكان البيض الذين يمثلون حوالي عشرة بالمائة من سكان البلاد. وهي مشتقة بشكل أساسي من الهولندية ولديها العديد من المصطلحات المستمدة أيضاً من اللغات المحلية مثل Xhosa, Zulu, Sotho وغيرها. الإنجليزية تعتبر الثانية بعد afrikaans ولكن استخدامها أكثر شيوعاً خاصة في الأعمال التجارية والعلاقات الدولية.

في الجانب الآخر من الطيف اللغوي، هناك عدة لغات محلية ذات جذور عميقة في التاريخ والثقافة الأفريقية الشائعة جداً. يعد الزولو ثالث أبسط لغة بعد האפריكانס والأنجليزية؛ وهو يُستخدم بكثرة في مقاطعات Kwazulu Natal وeastern Cape وجنوب غرب Transkei وكذلك بعض المناطق الأخرى. بينما يستخدم السوتسو كثيرا في أجزاء مختلفة من مملكة بوتسوانا وأجزاء أخرى قريبة منها بالإضافة إلى وجود مجتمع صغير يحافظ عليه في خليج تايغر جزيرة روبن. أما كوسا فهو يُستخدم أساساً في منطقة الشرقية للمقاطعة الشرقية ومنطقة القطب الشرقي للبلاد.

النغوني هو واحدٌ من أقل اللغات تحدثاً ويوجد بشكل رئيسي وسط قبيلة نديبيلي والتي تتمركز حول نهر موتشوا شمال شرق البلاد بالقرب من الحدود مع زيمبابوي وموزمبيق. سبيسا له مكانه الخاص أيضًا ويعرف بأنه أكثر الألسنة القديمة المستخدمة اليوم في أفريقيا الجنوبية. يتم الحديث فيه بصورة أساسية عبر حدود زامبيا وبوتسوانا ونصف Nord de l'Afrique du Sud.

أخيراً وليس آخراً، يوجد تسوانا وثشوانا شمالي وفيندو وهذه الأخيرة تستخدم حصرا تقريباً ضمن حدود ناميبيا باستثناء مناطق قليلة جدًا حوالي الحدود الجنوبية لجوهانسبرج وبورت إليزابيث.

هذه النظرة العميقة ترسم صورة واضحة عن مدى التنوع اللغوي الكبير داخل دولة متعددة الأعراق ذات ثقافاتها المتنوعة المتجذّرة بعمق في التاريخ والقيم الإنسانية المشتركة.