في أعماق أرض كنعان الحبيبة: مدن فلسطين المحتلة بين التاريخ والألم

التعليقات · 2 مشاهدات

ترسم مدن فلسطين المحتلة لوحة تاريخية ملحمية تتداخل فيها معاني الأزل والصمود الشديد للروح العربية. هذه المدن التي كانت ومازالت رمزًا للفلسطينيين هي شها

ترسم مدن فلسطين المحتلة لوحة تاريخية ملحمية تتداخل فيها معاني الأزل والصمود الشديد للروح العربية. هذه المدن التي كانت ومازالت رمزًا للفلسطينيين هي شهادة حية على نضال الشعب الفلسطيني المستمر ضد الاحتلال الإسرائيلي. بدءًا من القدس القديمة وصولاً إلى غزة البطلة مروراً بالشوارع الضيقة لغزة وحيفا وكفر قاسم وغيرها الكثير، تمثل كل مدينة قصة مقاومة فريدة وثبات أمام الظروف الصعبة.

تعتبر القدس العاصمة الروحية لفلسطين، وهي المدينة المقدسة للمسلمين والمسيحيين واليهود أيضًا. لكن الواقع المرير يشير إلى أنها تحتل مكانة خاصة كرمز للقضية الفلسطينية. فقد شهدتها مختلف العصور منذ أيام الدروز والقرامطة حتى اليوم، وتعكس كنيسة القيامة وشوارع باب العامود وأحياء سلوان المعاناة والإصرار بطرق مختلفة. تعد غزة مثال آخر على قوة الإنسان الفلسطيني وتحديه المستمر؛ فهي واحدة من أكثر المناطق تضررا بسبب الحرب والحصار المستمر مما جعل منها قلعة للشجاعة ورد الحقوق المغتصبة عبر وسائل عديدة مثل مسيرات العودة السلمية.

كما تعد حيفا برمزيتها الثقافية والتاريخية شاهداً بارزاً على انتفاضات شعب لم تستطع محاولات طمس هويته التاريخية وطرده من وطنه تحقيق هدفها. وقد لعبت دور هام خلال فترة الانتداب البريطاني ثم مجازر النكبة عام 1948 والتي أدت لتشريد عشرات الآلاف من سكانها الأصليين الذين مازالوا يطالبون بحق العودة رغم مرور عقود طويلة. أما كفر قاسم فتعرف بها أحداث المجازر الوحشية المتزامنة مع يوم الاستقلال لإسرائيل في الخامس عشر من مايو/أيار لعام ١٩٤٨ وذلك أثناء غزو القوات الإسرائيلية لها وسقوط ما يقارب الـForty-nine شخصاً معظمهم نساء وأطفال ورجال مسنين بدم بارد متجاهلين جميع الأعراف الإنسانية والدينية والمعاهدات الدولية لحماية المدنيين في زمن الحرب.

إن ذكر أسماء تلك المدن ليس إلا اختصار لما تعانيه البلاد بكاملها نتيجة احتلال استعماري استيطاني تسعى دول العالم الحر ومؤسسات حقوق الإنسان جاهدة لكبح جماحه وإنهاء القمع والإبادة الجماعية للسكان المحليين واستعادة حق تقرير المصير لكل مواطن فلسطيني وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم ١٨١ لسنة ۱۹۴۷ والذي يعمل الشعب الفلسطيني بنكران ذات وصبر جميل للحفاظ عليه طيلة السنوات المعقدة التالية له ولحد الآن فيما يسمى " عملية السلام" المفتوحة دون نهاية مرئية بينما يستمر بناء المستوطنات بشكل غير قانوني وتمزيق الأرض وهدم المساجد والكنائس لأسبابٍ سياسية فقط وباستخدام القوة الغاشمة والعنجهية العالمية المنحرفة! وهكذا تنمو مدينتا السلام في قلب وطن بلا سلام!

التعليقات