• صاحب المنشور: لطفي الدين الشرقاوي
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهدت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) تطورًا كبيرًا. وقد أدى هذا التقدم إلى تطبيق هذه التقنية الجديدة في مختلف القطاعات، ومن بينها قطاع التعليم. يتيح الذكاء الاصطناعي فرصاً جديدة ومثيرة ولكن أيضًا يثير تساؤلات حول كيفية توافقه مع العناصر البشرية الأساسية في العملية التعليمية. يُعَدُّ فهم الدور الذي يمكن أن يلعب فيه كل منهما أمرًا بالغ الأهمية لضمان الاستخدام الفعال لتكنولوجيا AI في البيئات التعلمية.

من جهة، توفر تقنيات مثل الروبوتات التعليمية والمناهج الدراسية الرقمية المدعومة بالمحتوى الجاهز بواسطة AI فرصة لتحسين كفاءة التدريس وتوفير موارد تعليمية متعددة الوسائط غنية وجذابة للمتعلمين. يمكن لهذه الأدوات زيادة الوصول إلى المعلومات، حيث تستطيع أن تقدم دروساً فردية مصممة خصيصاً حسب احتياجات الطلاب المختلفة. كما أنها تساعد المعلمين بتقديم مراجعات تفصيلية وتحليلات مفصلة لمسارات تعلم طلابهم. بالإضافة لذلك، فإن بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على الكشف المبكر عن الصعوبات المحتملة لدى المتعلم وتوجيه استراتيجيات دعم مناسبة له.

لكن رغم فوائد الذكاء الاصطناعي الواضحة، يبقى هناك دور حيوي للعاملين البشر الذين يجعلان عملية التعليم أكثر فعالية وإنسانية. إن الابتكار والتفاعل والعلاقات الإنسانية التي يتم تشكيلها داخل الفصل ليست قابلة للاستبدال بأجهزة الكمبيوتر مهما بلغ ذكاؤها. العنصر البشري قادرٌ على تقديم توجيه عاطفي مهم وفهم عميق لكل طالب كمجموعة بشرية حقيقية ولديها القدرة على التأثر بطريقة ذات مغزى أكبر بكثير مما قد تقدمه حتى أفضل روبوت أو برنامج برمجي مدرب جيدًا بإمكاناته الحالية.

بالنظر للأمام، من الضروري النظر كيف نستغل التكامل الأمثل بين الإمكانيات التقنية والإنسانية لإحداث تأثير مستدام وطويل الأمد على نظام تعليم عالمي يحظى بالتجديد المستمر ويتسم بالإنتاجية والأثر الاجتماعي القيم كذلك. إذ يجب قبول أنه ليس كل وظيفة يمكن القيام بها بجودة عالية عبر الآلية بدون تدخل بشري كامل. حين يستخدم الذكاء الاصطناعي بصورة فعالة جنبا إلى جنب مع الخبرة والمعرفة والرحمة لدى الأفراد سيرتكزن مجتمع مدرسة قوية يدعم أفراده وينمي ويطور مواهب جيله الجديد نحو آفاق واسعة الغنى بالحياة الشخصية والمساهمات العلمية الناجحة .