تقع بلاد الأندلس في أقصى جنوب إسبانيا، وتمثل منطقة ذات أهمية استثنائية من حيث تاريخها وثرائها الثقافي والتضاريس الطبيعية المتنوعة. تحد المنطقة إكستريمادورا وقشتالة لامانشا من الشمال، بينما تحدها مورسيا من الشرق، وينفتح سواحلها على البحر الأبيض المتوسط من الجنوب الشرقي وعلى المحيط الأطلسي من الجنوب الغربي. بالإضافة إلى ذلك، تقع البرتغال غرب الأندلس. مدينة إشبيلية هي العاصمة الحالية للأندلس، ويتألف نظام الحكم هناك من مجلس تنفيذي ورئيس منتخب وبرلمان مؤلف من مجلس واحد. تغطي مساحة كبيرة تبلغ 87,590 كيلومتراً مربعاً.
تاريخياً، يشير مصطلح الأندلس إلى أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية التي وقعت تحت حكم المسلمين لأكثر من سبعة قرون، بدءاً من الفتح الإسلامي عام 711 واستمر حتى سقوط غرناطة في القرن الخامس عشر. خلال ذروتها، امتدت الأندلس لتغطي معظم شبه الجزيرة، لكنها بدأت بالتقلص التدريجي مع تقدم الحملات الصليبية المسيحية. اليوم، تضم الأندلس العديد من المدن الرئيسية بما في ذلك مالaga, سيفila, Granada, Murcia وغيرها.
من الناحية الجغرافية، تعدّ الأندلس موطنًا للتضاريس الأكثر تنوعًا في إسبانيا: فهي تتضمن كل شيء بدءاً بجبال Alpujarras الشهيرة وحتى سهول Guadalquivir الخصبة والمعروفة بزراعة الفواكه المدارية وشبه المدارية. يساهم هذا التنوع البيئي في خلق مناخ متعدد الطبقات داخل المنطقة. أما بالنسبة لساحلها الطويل البالغ 800 كيلومتر والذي يحده شمال أفريقيا عبر مضيق جبل طارق، فتتنوع الشواطئ بين الرميلة والحصاة مما يعكس تأثير البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
وفي حين يتمتع الجزء الشمالي والشرقي من الأندلس بمناخ البحر الأبيض المتوسط المعتدل نسبياً -مع درجات حرارة لطيفة ومعتدلة خلال أشهر الصيف وبرودة طفيفة جداً شتاءً- إلا أنه يوجد اختلاف ملحوظ عندما نتوجه نحو الداخل نحو صحراء Tabernas الواقعة بالقرب من Murcia. وهذا الاختلاف المناخي يفسر تنوع النباتات والحيوانات الموجودة هنا، وهو مصدر جذب هام للزوار الذين يستمتعون بحوالي 3000 ساعة بشمس سنوياً في بعض المواقع الساحلية والمناطق المنخفضة. تناغم التضاريس والأحوال الجوية النابضة بالحياة جعل الأندلس مركز جذب عالمي للسياحة والثقافة والفكر الإنساني منذ القدم.