تعدّ سوريا واحدة من أقدم الحضارات الإنسانية ومن أغنى البلدان بتاريخها العريق والثري بالثقافات المتنوعة والحضارية. يمتد التاريخ السوري القديم إلى آلاف السنين، حيث كانت موطنًا للأنباط والفينيقيين وغيرهم من الأمم التي تركت بصمة واضحة في عالم الأثار والمواقع الثقافية العالمية مثل تدمر ودمشق القديمة وبصرى.

في القرن الثاني الميلادي، أصبحت سوريا جزءًا من الإمبراطورية الرومانية، مما أدى إلى مزج ثقافي بين الشرق والغرب. وفي القرون الوسطى، شهدت البلاد حكم العديد من القوى بما فيها البيزنطيين والصليبيين والقراصنة البحارة حتى جاء العهد العثماني الذي امتد لأكثر من 4 قرون قبل الاستقلال الناجز عام 1918/1920.

ومع ذلك، فإن السلام لم يكن مستداماً طوال هذه الفترة الطويلة. فقد مرت سوريا بتحديات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة خلال العقود الأخيرة، خاصة بعد الحرب الأهلية الدامية منذ العام 2011 والتي خلفت خسائر بشرية هائلة وتدمير واسع للمرافق المدنية والبنية التحتية للشعب السوري.

على الرغم من كل هذا الألم والمعاناة، لا زالت روح الشعب السوري متأصلة ومتمسكة بمستقبل أفضل وأكثر ازدهاراً لبلدهم العزيز سورية - أرض النيل والفرات والعيش المشترك للأديان والثقافات المختلفة عبر التاريخ الطويل لهذه الأرض المقدسة والتاريخية.