على مر العصور، ارتبط اسم الأهرامات ارتباطًا وثيقًا بالفراعنة، حيث اعتقد الكثيرون أنهم هم من قاموا ببنائها. ومع ذلك، فإن الأدلة التاريخية والآثارية تشير إلى أن قوم عاد، وليس الفراعنة، هم من بنوا هذه الآثار العظيمة.
تُظهر الأبحاث أن الفراعنة لم يكونوا قادرين على بناء الأهرامات بسبب حجم الأحجار المستخدمة فيها. فالأحجار المستخدمة في بناء الأهرامات كانت ضخمة، حيث يبلغ حجم بعضها عشرات الأمتار المكعبة، ووزنها يصل إلى ألف طن. هذا الحجم الهائل من الأحجار يتطلب قوة جبارة لا يمكن للفراعنة امتلاكها.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الآيات القرآنية إلى أن قوم عاد تركوا لنا أبنية لتكون عبرة لمن خلفهم. يقول الله تعالى في سورة العنكبوت: "وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ" (العنكبوت: 38). كما يشير القرآن إلى أن قوم عاد قد هلكوا، ولم يبق منهم إلا مساكنهم.
كما أن هناك اعترافات من الفراعنة أنفسهم بأنهم ليسوا بناة الأهرامات. في نص البريشتا الم نحوت على تمثال الإله القرد تحوتي حتب، يقول النص: "[ قوة ذراع الواحد من بناة الأهرام بألف رجل ]". هذا يشير إلى أن بناة الأهرامات كانوا أقوياء بشكل غير عادي.
قوم عاد، الذين كانوا يعبدون نجم الشعرى، قد بنوا الأهرامات كرمز لهذا النجم. يقول الله تعالى في سورة النجم: "وانه هو رب الشعرى*وانه اهلك عاد الاولى" (النجم: 49-50).
في الختام، فإن الأدلة التاريخية والآثارية تشير إلى أن قوم عاد هم من بنوا الأهرامات، وليس الفراعنة. هذه الحقيقة المثيرة للجدل تفتح الباب أمام إعادة النظر في تاريخ بناء هذه الآثار العظيمة.