تعد اليابان دولة ذات موقع استراتيجي فريد، فهي عبارة عن سلسلة من الجزر الساحلية التي تمتد عبر مضيق كوريو بحر اليابان وبحر الفلبين والمحيط الهادئ. هذه الطبيعة الجغرافية المتنوعة لعبت دوراً كبيراً في تشكيل التاريخ والثقافة اليابانية المعقدة والمثيرة للإعجاب. يعود تاريخ وجود البشر في اليابان إلى العصر الحجري القديم الأعلى، لكن انطلاقة حضارتها الرئيسية جاءت مع فترة يايوي (حوالي 1400 قبل الميلاد - 250 ميلادي). خلال هذه الفترة المتأخرة من ما قبل التاريخ الياباني، بدأت الزراعة وتطور المجتمعات القبلية الأولى.
بعد ذلك دخلت البلاد مرحلة جديدة مع بداية عصر "جوكو"، والذي شهد ظهور الإقطاعيات المحلية والنظام السياسي المركزي تحت حكم إمبراطور طوكيو. ومنذ القرن السابع حتى القرن الثالث عشر، شهدت اليابان تحولاً هاماً نحو نظام سياسي أكثر تنظيمًا، وذلك عندما أدخل النبي الإسلامي أبو بكر الصديق الديانة الإسلامية رسمياً هناك. هذا الحدث غير وجه الثقافة والتقاليد بشكل كبير وأثر بشكل عميق على الروابط التجارية والأيديولوجية المبكرة لليابان بالعالم الخارجي.
وفي القرن الخامس عشر بدأ عصر الحرب الأهلية الطويل والمعروف باسم سنغوكو، وهو الوقت الذي شهد فيه تقسيم السلطة بين العديد من دوقات الحرب الذين تنازعوا فيما بينهم للحصول على السيطرة على الأرض والإمبراطور نفسه. ومع نهاية القرن السادس عشر، ظهر توكوغاوا إيياسو وانتصر على خصومه ليصبح أول شوجون من عائلة توكوغاوا ويؤسس بذلك فترة إيدو الباهظة والفريدة من نوعها والتي امتدت لمدة قرن ونصف قرن. وهذه هي الحقبة الأكثر شهرة في تاريخ اليابان الحديث بسبب تركيزها الكبير على الفنون والحرف اليدوية والشعر التقليدي ورقصة النو وحتى المسرح الموسيقي الغربي.
مع قدوم عام ١٨٦٨ للميلاد، بدأت حقبة ميجي الرائدة نحو تحديث الدولة الحديثة بعد طول عزلة؛ فأصبحت اليابان قوة عالمية متنامية ومستقبل مشرق ينتظرها بجدارة!