تُعدّ صومعة حسان، والتي تُعرف أيضًا باسم "مسجد حسن"، واحدة من أشهر المعالم التاريخية في المغرب وأحد الأمثلة البارزة للعمارة الإسلامية التقليدية. هذه الصومعة الضخمة والمذهلة، الواقعة في قلب العاصمة السياسية للمملكة المغربية -الرباط- تعتبر شاهداً حيّا على الزمن العثماني وتاريخ المدينة الغني. تشير التقديرات إلى أن بناءها بدأ حوالي العام 1195 ميلادي خلال عهد الخليفة الموحدي يعقوب المنصور، واستمرت أعمال البناء حتى القرن الثامن عشر تحت الحكم العثماني.
تصميم الصومعة يدمج بين عناصر الهندسة المدنية المتقنة والتقاليد الفنية الإسلامية. تتميز بنظام تدفق المياه الرائع الخاص بها والذي كان يُستخدم لتوليد الطاقة اللازمة لرفع الماء من النهر الأطلس الأوسط عبر شبكة معقدة من الأنابيب والقنوات التي تمتد لمسافة تصل إلى أكثر من كيلومترين. هذا النظام الحاصل على اعتراف عالمي كأحد عجائب المهندسين القدامى، ليس فقط بسبب تعقيده ولكن أيضا لإبداعه وبراعته الهندسية مما جعله مستمرا منذ قرون.
بالإضافة لذلك، تعد الصومعة مكاناً دينياً هاماً. المسجد المرتبط بها يستوعب الآلاف من المصلين ويحتوي على العديد من القاعات والمعارض الدينية. طراز بنائه الداخلي مثير للإعجاب للغاية مع زخارفه الجدارية الملونة والأعمال الخشبية الجميلة. كما أنه يحتفظ بمكتبة عامة تضم وثائق نادرة ومخطوطات قديمة متعلقة بتاريخ الدين الإسلامي والثقافة العربية.
في السنوات الأخيرة، ازداد الاهتمام بصيانة وحماية هذه التحفة التاريخية نظراً لأهميتها الثقافية والدينية والعلمية. تم ترميم الصومعة عدة مرات للحفاظ عليها كرمز فريد للهندسة المعمارية غير قابلة للتلف أمام اختبار الزمن. إنها ليست مجرد موقع سياحي شهير بل هي أيضاً جزء أساسي من الهوية الوطنية المغربية ومنبع للفخر المحلي والدولي.