• صاحب المنشور: بدرية البكري
  
  ملخص النقاش:
  

  يُعدّ الذكاء الاصطناعي (AI) ثورة تكنولوجية غير مسبوقة لها آثار عميقة على مختلف جوانب الحياة الإنسانية. ومن بين هذه الجوانب، يأتي دور الذكاء الاصطناعي المحتمل في تعزيز السلام العالمي كواحد من أهم التطبيقات الواعدة. ومع ذلك، فإن هذا الدور ليس خاليًا من التحديات والانتقادات التي تحتاج إلى معالجة لتوجيه تطور الذكاء الاصطناعي نحو تحقيق سلام دائم. وفيما يلي تحليل شامل لهذه القضية:

الآثار الإيجابية للذكاء الاصطناعي على السلام

1. مراقبة الصراعات وتحليل البيانات:

يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي التعلم الآلي (Machine Learning) التحليل الشامل لبيانات الأزمات الدولية وتوقع نقاط الضعف المحتملة والصراع. يمكن استخدام هذه التقنية لتحسين الاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ والأزمات قبل اشتعالها أو أثناءها، مما يساعد على تقليل الخسائر البشرية والمادية.

2. دعم اتخاذ القرار المتقدم:

توفر نماذج الذكاء الاصطناعي تحليلات دقيقة واستشرافية تساعد المفاوضين وصانعي السياسات في تحديد أفضل مسارات العمل خلال مفاوضات السلام المعقدة. تضمن هذه العملية زيادة فعالية ومؤشرات نجاح أعلى للمحادثات النهائية.

3. حماية الحدود وإدارة الهجرة:

تستخدم العديد من الدول بالفعل الذكاء الاصطناعي لمراقبة حدودها ومنع دخول الأفراد الذين يشكلون خطرًا محتملاً للسكان المحليين. كما تساهم حلول الذكاء الاصطناعي أيضًا في إدارة تدفقات المهاجرين بطرق أكثر تنظيماً وأماناً عبر العالم.

التحديات أمام تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال السلام

1. المخاوف الأخلاقية والمعنوية:

تشمل بعض مخاوف المجتمع المدني حقوق الإنسان وانتهاكات خصوصية الفرد عند استخدام بيانات شخصية في عمليات صنع قرار تتعلق بأرواح بشرية وعلاقات دولية حساسة للغاية. يجب وضع ضوابط واضحة للحفاظ على العدالة والنزاهة عند تطوير برمجيات وأجهزة ذكية تعمل بنظام الحكم الذاتي.

2. الاعتماد الكبير على الثقة والتغذية بالإشارات:

لا تزال هناك شكوك حول مدى دقة وكفاءة تغذية الأنظمة البرمجية بالمعلومات ذات الصلة والتي قد تكون متأثرة بعوامل الانحياز البشري سواء كان ذلك عمدًا أم بلا قصد منه مباشرة وبالتالي تؤثر بالسلب على نتائجها المستقبلة لاحقًا بسبب عدم دقتها تلك المعلومات المقدمة أساسيا لبناء تصورات واقعية بشأن الواقع الحالي للأمور محل اهتمام طبعا!!

3. الحاجة للتوثيق والشفافية:

يتطلب توظيف قوة التعلم الآلى ذات العلاقة جدوى عملية امتلاك القدر الكافي من الشفافيه فيما يخص طرق عمل تلك الروبوتات وهذا يتضمن تقديم دليل علمى قاطع لفهم كيفية استنتاجاتها المنطقية بالإضافة لإمكانية فحص مصدر تشغيل أي نظام قائم علي قاعدة فهم الوضع الانتقالي الخاص بمراحل التصعيد والإخماد للأحداث الأمنية المختلفة داخل حالات مشابهة سابقا لسير مثل هكذا مواقف أمام الجمهور العام ليقتنع بجدواه مقارنة بتلك الأساليب المعتمدة حالياً .

الاستنتاج والآفاق المستقبلية :

بالرغم من وجود عقبات عديدة امام التنفيذ الناجع لتكنلوجيا ذكيّة لصالح حفظ الامن والسلم الدولي الا انه بإمكانه ان يحقق مكاسبا كبيرة وان يؤدي دوراً محورياً في الحدِّ من احتمالية نشوب نزاعات جديدة فضلاً عنه المساعدة على إعادة بناء السلام بعد انتهاء مرحلة الحرب وفق منظومة آمنة جميع عناصر المجتمع بها قادرين علي العيش بدون اضطهاد وخوف حيث يستمر البحث العلمي وطرح المزيد من الحلول العملية للتغلب