• صاحب المنشور: شريفة البدوي
  
  ملخص النقاش:
  

  مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بسرعة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، أصبح تأثيرها المحتمل على سوق العمل موضوع نقاش واسع. يسلط هذا المقال الضوء على التحديات والفرص التي قد يجلبها الذكاء الاصطناعي إلى عالم الوظائف، مع التركيز على كيفية تعامل المجتمع والدول مع هذه التحولات الرقمية الهائلة.

من ناحية، يشكل الذكاء الاصطناعي تهديداً حقيقياً للعديد من الوظائف التقليدية التي يمكن أتمتتها بواسطة الروبوتات والأجهزة المتقدمة. فقد تبين أن بعض المهام routinized مثل تلك الموجودة في القطاعات الصناعية أو الخدمية البسيطة قابلة للاحتلال الآلي بدرجة عالية نسبيا. وهذا ليس أمراً جديدًا؛ فالتغيرات التكنولوجية كانت مصدر قلق دائم بشأن فقدان فرص عمل البشر منذ الثورة الصناعية الأولى. ولكن الزخم الحالي للتقدم التكنولوجي وانتشار الروبوتات الدقيقة والمستقلّة يستدعي إجراء تحليل أكثر عمقاً لأثر ذلك المستقبلي المحتمل على سوق العمالة العالمي.

وفي المقابل، هناك وجه آخر مشرق لهذه القصة: توفر قدرات الذكاء الاصطناعي فرصاً جديدة تماماً لإنشاء وظائف غير موجودة حاليًا. إن تطوير برمجيات وإدارتها وصيانة الأنظمة الذكية تتطلب مهارات بشرية فريدة ومتخصصة للغاية والتي لن تستطيع الكائنات الافتراضية القيام بها بفعالية بعد. علاوةَ على ذلك فإن مجال البحث والتطوير الخاص بأبحاث الذكاء الاصطناعي نفسه يعد مصدراً هاما لإحداث نمو اقتصادي وجذب المواهب العالمية للمشاركة فيه.

إن الاستعداد لمواجهة تأثيرات الانتقال نحو الاقتصاد الجديد الذي يدفعه الذكاء الاصطناعي يتطلب نهج متعدد الجوانب يأخذ بعين الاعتبار جوانب مختلفة كالتخطيط التعليمي المستقبلي لتجهيز العمال بمهارات القرن الواحد والعشرين اللازمة للحفاظ على قدرتهم التنافسية ضد الآلات. كما ينبغي النظر إلى السياسات الحكومية لدعم إعادة التدريب المهني للأيدي العاملة الحالية وتحفيز ريادة الأعمال الصغيرة كمبادرات مهمة لحماية شبكات الأمن الاجتماعي داخل الدول وبناء مجتمعات مرنة وقادرة على مواصلة التطور جنباً إلى جنب مع تقدم تكنولوجيا المعلومات والمعرفة الحديثة