- صاحب المنشور: غانم القفصي
ملخص النقاش:
في قلب أي مجتمع نابض بالحيوية والديناميكية توجد دعامتان رئيسيتان هما الديمقراطية والتعليم. يرتبط هذان القطاعان ارتباطاً وثيقاً ببعضهما البعض حيث يساهمان معاً في بناء دولة متكاملة ومتحضرة.
**أهمية التعليم في ترسيخ القيم الديمقراطية**
التعليم ليس مجرد عملية نقل المعرفة؛ بل هو أداء ثقافي واجتماعي هام يهدف إلى غرس قيم الحرية، المساواة، واحترام حقوق الآخرين - وهي جميعها محاور جوهرية للديمقراطية. عندما يتم تعليم الأطفال والشباب على مراحل مختلفة كيف يفكرون بحرية ويتقبلون الرأي المختلف ويشاركون في العملية السياسية منذ الصغر فإن هذا يساعد في خلق جيل مستقبلي أكثر قدرة ومشاركة في الحياة العامة. بالإضافة إلى ذلك، يعد التعليم عاملاً حاسماً في الحد من الفقر وتعزيز التنمية الاقتصادية، مما يؤدي بدوره إلى تقليل عوامل الضغط التي قد تدفع الأفراد نحو الانخراط في أعمال غير قانونية أو عنيفة.
**دور الديمقراطية في تحسين النظام التعليمي**
من ناحية أخرى، تعمل الديمقراطية كمحفز لتنمية وبناء نظام تعليمي أفضل. تحت حكم الأنظمة الشمولية، يمكن للجهود المبذولة نحو التطور التعليمي أن تكون مقيدة بسبب نقص الابتكار والرغبة والتخطيط الحقيقي لتحقيق تقدم جذري. أما في ظل الدول الديمقراطية فتتمكن الحكومة والهيئات ذات العلاقة من الاستماع مباشرة للمجتمع وتلبياته الخاصة بشأن الاحتياجات التربوية المختلفة للبلاد. وهذا الأمر يؤدي عادة إلى زيادة الإنفاق الحكومي على قطاع التعليم وتحسين نوعيه وجودته.
**العلاقة بين حرية التعليم والديمقراطية**
حرية التعليم تعتبر جزءًا لا يتجزأ من فكرة الديمقراطية العالمية. فهي تضمن حق الجميع في الوصول إلى المعلومات والمعارف بغض النظر عن انتماءاتهم الاجتماعية أو الجغرافية. كما أنها توفر بيئة مناسبة لكل الطلاب للتعبير عن أفكارهم وآرائهم بدون خوف من الانتقام أو الكبت السياسي. هذه البيئة المفتوحة تشجع المناقشات المثمرة والمبدعة والتي تعد خطوة مهمة نحو تطوير المجتمع ثقافياً وعلمياً واقتصادياً أيضاً.
**الاختبار النهائي: تحقيق الإصلاحات التعليمية داخل الدولة الديمقراطية**
لتحقيق إصلاحات فعالة لنظامنا الحالي، ينبغي لنا اغتنام الفوائد المتعددة المرتبطة بالحكومات الديمقراطية. أحد الأمثلة المقنعة يأتي عبر دراسة حالة فنلندا التي اعتبرت لأكثر من عقد واحد واحدة من أحسن دول العالم من حيث مستوى الخدمات المقدمة لمناهجها الدراسية وفق المؤشرات الدولية المقارنة للجودة التعليمية. لقد استند نجاحها الكبير جزئياً إلى بنيتها الأساسية الديمقراطية والتي مكّنت المسؤولين المحليين والإقليميين وكذلك مجلس الوزراء الوطني لاتخاذ قراراتها المستقلة المستندة الى اقتراحات المواطنين وأصحاب المصالح المشروعة الأكاديمية والأسر العائلات وغيرها ممن لهم صفة الناخبين المنتظمين في مختلف المدن حول البلاد بأجمعها. كذلك فقد اتسم اقتصادها بالإنتاج الثقافي المعرفي الذي جعل منها قطبا مميزا عالميا وقاطرة رائدة للاستثمار الزائد فيه خلال العقود الأخيرة الماضيات وهو أمر له تأثير مباشر ايجابي كبير أيضا على نمو الاقتصاد العام للدوله الواحدة عموما فيما يشكل حلقة وصل أكثر شمولانية فيما بين تلك المجالات الثلاثة الرئيسية الثلاث أعلاه أعلاه!
في الختام، إن الرابط الوثيق بين الديمقراطية والتعليم واضح تمام الجلاء فهو رابط يقوم على العديد من الأعمدة المشتركة المذكورة سابقاً ولا يخفى علينا أهميتها بالنسبة للنظام العالمي المتحضر الحديث اليوم وغداً بإذن الله تعالى .