- صاحب المنشور: أنيس العلوي
ملخص النقاش:
استنادًا إلى التحولات الجذرية التي يشهدها العالم اليوم نتيجة للرقمنة، تعد إعادة تعريف مفاهيم مثل القيادة أمرًا ضروريًا. في هذا السياق، يأتي الاهتمام المتزايد بالذكاء العاطفي والقيادة التشاركية كمحرك رئيسي لإدارة المؤسسات الحديثة. هذه التقنيات الجديدة قد تساعد في تعزيز فعالية الفرق وتطوير بيئة عمل صحية ومثمرة.
- الذكاء العاطفي في العمل: يُعرف الذكاء العاطفي بأنه القدرة على فهم وإدارة المشاعر الشخصية بالإضافة إلى التعامل مع مشاعر الآخرين بحكمة. في مكان العمل، يمكن لهذا النوع من الحساسية العاطفية المساعدة في بناء علاقات أفضل بين الأعضاء داخل الفريق، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والتواصل الفعال. الأفراد ذوو الذكاء العاطفي المرتفع يتفهمون احتياجات ومتطلبات زملائهم ويعملون بفعالية أكبر ضمن ديناميكيات الفريق المختلفة.
- دور القيادة التشاركية: تقليدياً، كانت القيادة تُعتبر دورًا فرديًا يتمتع فيه الشخص المسؤول بكل السلطة واتخاذ القرارات بنفسِه. لكن في عالم الأعمال الحالي، أصبحت المقاربة الأكثر فاعلية هي تلك التي تعتمد على الشراكة والمشاركة الجماعية. القيادة التشاركية تتضمن توزيع السلطة والحكم بين أعضاء الفريق، حيث يعمل الجميع نحو هدف واحد مستخدمين نقاط قوتهم الخاصة لتحقيق الأهداف المشتركة.
من خلال النهج التشاركي، يمكن للأفراد الشعور بمزيد من المشاركة والسعادة الوظيفية، كما أنه يعزز الشعور بالمصداقية والثقة فيما بينهم وبين قادتهم. وفي الوقت نفسه، يوفر هذا النظام فرصة للمديرين لتوجيه أفكار جديدة واحتراف عالية عبر الاستماع الفعال لآراء فريقه واستخدام مهارات حل المشكلات لديهم بطريقة مشتركه ومنظمة .
- التأثير المحتمل للعصر الرقمي: يُعتبر عصر الرقمنة محركاً أساسياً لهذه التحولات لأنها تغير طرق التواصل والإنتاج والإبداع بشكل جذري. أصبح بإمكان الأفراد الآن الوصول إلى المعلومات والمعرفة بسرعة كبيرة ويمكنهم مشاركتها أيضا بكفاءة غير مسبوقة وذلك باستخدام أدوات الاتصال الرقمية المتاحة حاليا بكثرة ، وهذا يعني أنه أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة للقائد لاستخدام المهارات الاجتماعية والعاطفة لحشد فريق متعدد اللغات الثقافيين والفكري ويستفاد أيضاً من التنويع الذي تقدمه تكنولوجيا المعلومات والشبكات العالمية للوصول لأفضل المواهب حول العالم والشراكات التجاريه الناجحه والتي ربما لم يكن ممكنا بدون توفر الأدوات الرقميه الحديثه .
- التحديات والتطبيق العملي: رغم العديد من الفوائد الواضحة لكل من الذكاء العاطفي والقيادة التشاركية في القرن الحادي والعشرين ، إلا أنها تواجه بعض التحديات العملية عند التطبيق . أحد أهم العقبات هو الاعتقاد الخاطئ بأن "القوة" تعني السيطرة الكاملة وليس قدرة المدير على توجيه طاقة جميع افراد فرقته بطريقة تجمع بين الاحترام والحماس للشخصيه والأسلوب الخاص بهذه الطريقه سوف نرى تأثير كبير على كيفية إدارة المنظمات للأعمال المستقبليه , مع التركيز الأكبر على تطوير وتحسين العلاقات البشرية وتعزيز الروابط الاجتماعية ولا نقول ان زوال الطبقات التسلسليةTraditional Leadership ولكن بالتأكيد سيكون لها دور مختلف وملحق بها لتوفير المزيد من الصلاحيات والتحفيز للفريق بأكمله تحت راية قائدهم الاصلي وهو مثال جديد لقيمة الإشراك المباشر وتمكين الأشخاص الذين يقومون بتقديم الخدمات الأساسية – سواء كانوا عملاء أو موظفين - باعتبارهم محركات مطلوبة بشدة للإبداع والابتكار الفعال .
هذه الخطوط العريضة تمكنا من رؤية كيف تلعب الأدوار المعاصره دوراً حاسماً في تحديد نجاح شكل جديد من أشكال إدارة القوى العاملة الكبيرة المنقسمة جغرافيا وجنسيّا وعمرانيا وغيرها الكثير, إن الجمع بين كلتا هاتين القدرات (العقلانية بالعقل والقلب بالقلب ) سيغير وجه الاقتصاد العالمي ومايتبعه حسب رؤية أمريكية نظريه وممارسة عملية تسمى : "اقتصاد القلب"، وهي حالة وصل اليها الغرب بعد تجربة طويلة مع الثورة العلمانيه وآثار الانسان شخصيا ضد المجتمع الكبير وضد الإنسانيه نفسها عندما تركوا الجانب الضعيف للنفس الأمراض