- صاحب المنشور: نورة بن جابر
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي الذي يشهد طفرة تكنولوجية هائلة, برزت دور التكنولوجيا الرقمية كعامل مؤثر رئيسي في مختلف جوانب الحياة الإنسانية. ومن بين هذه الجوانب التي أثرت عليها بشكل كبير هي العملية التعليمية وفي سبيل تحقيق التنمية المستدامة. إن دمج الأدوات التقنية الحديثة مثل الحواسيب اللوحية، الروبوتات الذكية، شبكات الإنترنت واسعة النطاق، والذكاء الاصطناعي أصبح الآن جزءاً أساسياً من الاستراتيجيات التعليمية العالمية.
تساعد هذه الأجهزة المتطورة الطلاب على التعلم بطريقة أكثر تفاعلية وتخصيصا. يمكن للطلاب الوصول إلى كميات كبيرة من المعلومات والمعرفة عبر الشبكة العنكبوتية مما يعزز عملية البحث والتعلّم الذاتي لديهم. بالإضافة إلى ذلك، توفر البرامج التعليمية الإلكترونية طرق تعلم مبتكرة ومختلفة تناسب أنواع مختلفة من المتعلمين. كما أنها تسمح بتقييم أداء الطالب بشكل مستمر ومنهجي باستخدام الاختبارات التفاعلية والألعاب التربوية.
ومن جانب آخر، تعمل التطبيقات البرمجية القائمة على الذكاء الصناعي على تحسين جودة التدريس من خلال تقديم حلول شخصية لكل طالب بناءً على مستوى فهمه وسرعته في التعلم. هذا النوع من الحلول يساعد المعلمين أيضا حيث يوفر لهم الوقت اللازم لتحليل بيانات الأداء الفردية لكل طالب وبالتالي تصميم خطط تعليمية أكثر فعالية وكفاءة.
بالإضافة لما سبق ذكره، فإن للتكنولوجيا تأثير عميق على الثقافة العامة للمجتمعات المحلية أيضاً وذلك بسبب زيادة فرص الحصول على الفرص التعليمية بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الوضع الاقتصادي. وهذا يعتبر أحد أهم العوامل المؤدية نحو تحقيق مجتمع عادل ومتعلم ومتطور ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا - وهو هدف أساسي لمعظم استراتيجيات التنمية المستدامة.
وبشكل عام، يعد استخدام واستثمار التطورات التقنية الحديثة في مجال التعليم إحدى أفضل الوسائل لتعزيز القدرات البشرية وتعزيز قدرتها على مواجهة تحديات العصر الحديث وتحقيق الكفايات الأساسية للحياة والعيش بكرامة ضمن بيئة اجتماعية متمتعة بالاستقرار والرخاء المنشودين عالميا.