تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية: تحديات ومخاطر مستترة

التعليقات · 0 مشاهدات

لقد أحدثت الثورة الرقمية تغيرات هائلة في حياتنا اليومية، حيث أصبحت الأجهزة الذكية والإنترنت جزءًا لا يتجزأ من روتيننا. بينما يرى الكثيرون أن هذه التقن

  • صاحب المنشور: بن عيسى بن العابد

    ملخص النقاش:
    لقد أحدثت الثورة الرقمية تغيرات هائلة في حياتنا اليومية، حيث أصبحت الأجهزة الذكية والإنترنت جزءًا لا يتجزأ من روتيننا. بينما يرى الكثيرون أن هذه التقنيات تسهل التواصل وتوفر فرص التعليم والعمل، إلا أنه ثمة جانب مظلم للصورة - التأثير السلبي المحتمل لهذه الأدوات على صحّتنا النفسيّة.

القلق والمخاوف المتعلقة بالتكنولوجيا

يشكو العديد من الأفراد من مشاعر القلق المستمرة والخوف من فقدان الاتصال بالواقع الافتراضي. يُعرف هذا بحالة "فوبيا الانقطاع" أو Nomophobia (من اسمها الإنجليزي No Mobile Phone Phobia)، وهي حالة تشعر فيها بأنك غير قادر على التعامل مع الحياة خارج نطاق شبكة الإنترنت والتطبيقات. يمكن لهذا النوع من القلق أن يؤدي إلى اضطراب الوسواس القهري ويعطل التركيز والإنتاجية.

العزلة الاجتماعية والوحدة

على الرغم من كون الشبكات الاجتماعية أدوات قوية لتوسيع دائرة العلاقات الاجتماعية، فإن استخدامها الزائد قد يساهم أيضًا في الشعور بالعزلة والوحدة الحقيقيتين. غالبًا ما يقضي الناس ساعات طويلة أمام الشاشات ويتواصلون افتراضياً أكثر مما يفعلونه وجهاً لوجه. هناك خطر حقيقي لفقدان المهارات البشرية الأساسية مثل التفاعلات الشخصية الفعلية التي تعد ضرورية للمشاعر الصحية والأساس الاجتماعي الجيد.

مشاكل النوم واضطرابات الساعة البيولوجية

تشير الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة وثيقة بين الاستخدام المتكرر للأجهزة الإلكترونية قبل النوم والأرق واضطراب نمط النوم الطبيعي. يعود السبب الرئيسي لذلك لإصدار شاشات الهواتف وأجهزة الكمبيوتر الضوء الأزرق الذي يحث الدماغ ويمنع إفراز الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاسترخاء. بالإضافة إلى ذلك، يعد التنقل عبر وسائل الإعلام الاجتماعية مباشرة قبل الخلود للنوم عاملاً محفزاً آخر للحصول على نوم أقل جودة بسبب زيادة مستوى الطاقة لدى المستخدم نتيجة لعرض محتوى مثير للاهتمام وبالتالي عدم القدرة على تهدئة عقله للاستعداد للاسترخاء اللازم للنوم الصحي.

آثار إدمان التكنولوجيا على الصحة النفسية

يمكن اعتبار بعض جوانب التفاعل مع التكنولوجيا addictive (إدمانية) بطابعها المحفز للسلوك المكافئ للإدمان الكيميائي الكلاسيكي؛ إذ توفر مكافأة فورية للشخص عند تحقيق هدفه باستخدام الجهاز، سواء كان مشاركة صورة جديدة عبر تطبيق Instagram أو الحصول على تعليقات كافية لقراءة مقال كتبه الشخص بنفسه. لكن لما تكون تلك التعزيزات مصممة خصيصاً لجذب الانتباه وتحفيزه بطريقة تنافسية وغير مستقرة عاطفياً، فتكون بذلك محرك رئيس للفجوة الواسعة الموجودة حالياً بين الواقع والحياة الوهمية المرتبطة بالإنجازات الظاهرية لأعمال بسيطة للغاية ولكن يبدو أنها ذات أهميتها القصوى بالنسبة لمستخدمي خدمات الإنترنت المختلفة وألعاب الفيديو والشركات التجارية الأخرى العاملة بمجالات مشابهة والتي تستغل رغبة الأشخاص بالحصول علي شعور قصير المدى بالسعادة مقابل استمرارية تواجد هؤلاء المشتركين داخل عالم شبكي وهمي يتم فيه تبادل المعلومات والمعارف مجانا ليصبحوا فيما بعد عملاء لشراء مزايا أعلى مدفوعة الثمن!

الحلول المقترحة للتخفيف من الآثار السلبية للتكنولوجيا:

1.ضوابط زمنية: وضع حدود لنفسك بشأن الوقت الذي تقضيه أمام الشاشات يوميًا يساعد كثيرًا في التحكم بسلوكيات مرتبطة بإدمان التكنولوجيا . إن تحديد جدول ثابت لساعات العمل والعادات الصحِّيَّة والنَوم مبكرًا أمرٌ مفيد جدًا لصحتِك العامة والجسدِيَّة أيضاً وليس فقط الجانب العقلي منها فقط !

2.أنشطة بدنية وعقلانية أخرى: البحث عن اهتمامات مختلفة كالرياضة والقراءة والس

التعليقات