- صاحب المنشور: شعيب بوزرارة
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، أصبح للتكنولوجيا تأثير عميق على جوانب الحياة المختلفة، بما في ذلك الصحة العقلية. إن المقارنة بين التأثيرات التي تحدثها هذه التقنيات بين جيل الشباب وجيل الآباء يسلط الضوء على الاختلافات والتداخلات المثيرة للاهتمام. بينما يتمتع الجيل الأصغر بالقدرة على الوصول إلى موارد الدعم النفسي الرقمية وعلاجات الواقع الافتراضي، قد يشعر كبار السن بالعزل بسبب عدم الكفاءة التقنية أو مخاوف متعلقة بالأمان عبر الإنترنت. بالإضافة لذلك، فإن الصراع المستمر حول الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي يعرض كلتا الفئتين لضغوط نفسية مختلفة. دعونا نتفحص كيف تستجيب مختلف الأجيال لهذه التحولات الثورية في عالم التكنولوجيا وما هي التداعيات المحتملة طويلة المدى لهذا الأمر.
**التفاعل مع الأدوات الذكية وتأثيرها**
تعتبر تقنية الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة جزءاً أساسياً من روتين يومي للعديد من الشباب اليوم؛ حيث يقضون ساعات طويلة متصلين بشبكة الانترنت. وعلى الرغم من كون الاتصال العالمي مفيدًا لإيجاد مجتمع افتراضى داعم ومشاركة المعلومات، إلا أنه يؤدي أيضًا إلى مشكلتي انخفاض العلاقات الشخصية والإرهاق الرقمي - حالة تتسم بالإعياء وقلة التركيز الناجمة عن الاستخدام الزائد للمعلومات الرقمية. ومن ناحية أخرى، غالبًا ما يتردد جيل Boomers (الأباء) عند تبني أحدث المنتجات الإلكترونية نظرًا لانشغالهم بأعمالهم الحالية وكثرة مسؤولياتهم المنزلية مما يجعلهم أقل عرضة للإفراط في استخدام التكنولوجيات الجديدة. ولكن عندما يحاول هؤلاء الأفراد اللحاق بركب التطور الحديث، يمكن أن تواجههم تحديات تعلم جديدة ربما تسبب لهم القلق بشأن مواكبة العالم الرقمي الجديد.
**استخدام الشبكات الاجتماعية وفوائدها المخفية**
تُعد شبكات التواصل الاجتماعي مساحة واسعة تجمع أفراد متنوعين مهتمين بمواضيع مشتركة. وقد منح هذا المنصة فرصاً فريدة للشباب لتكوين روابط خارج دائرة عائلتهم المباشرة وبناء هويتهم الخاصة داخل مجتمع رقمي. غير أنها تحمل أيضاً حوافز مدمرة للسلوك مثل الشعور بانعدام الكفاءة وانخفاض احترام الذات نتيجة لمقارنات مستمرة مع الآخرين. وهو أمر أكثر شيوعاً لدى الفتيات الشابات وفق دراسة أجرتها جامعة كامبردج عام ٢٠١٨ والتي وجدت وجود رابط قوي بين استخدام مواقع التواصل والمزيد من المشاعر السلبية تجاه النفس والجسد. وفي الجانب الآخر، يميل الآباء نحو توخي المزيد من الحذر أثناء تصفحهم لأنظمة الأسوشيال مييديا خوفاً من التعرض للتحرش والاحتيال واستنزاف الوقت بغير فائدة فعلية.
**دور العلاج الطبيعي مقابل العلاج الرقمي: هل هناك تناسب أم تنافر؟**
تشهد تكنولوجيا الطب النفسي تطوراً ملحوظاً خلال العقود الأخيرة بإدخال دورات تدريبية مبنية على البرمجيات لتحسين إدارة حالات الاكتئاب واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ومشاكل النوم الأخرى. كما أثبتت جلسات علاج الواقع الافتراضي فعاليتها بشكل خاص في تعزيز إعادة تأهيل الأشخاص الذين واجهوا الصدمات المؤلمة وذلك بتوفير بيئات آمنة وخاضعة للمراقبة لكل مريض تحت اشراف متخصصين مؤهلين علميا. بالمقابل، يستمر الطلب على أشكال تقليدية للعلاج كالعلاج السلوكي المعرفي والعلاج الديناميكي الشخصي نظرا لفوائدهما المضمونة حال تطبيقها بطريقة مناسبة. ويستطيع العديد ممن ينتمون للفئة العمرية الأكبر تقدير مزايا الجمع بين النهجين: استخدامهما جنباً الى جنب للاستفاده القصوى مميزات كل منهما بناء علي احتياجات الحالة المرضيه المختلفه .
**مستقبل علاقتنا بالتكنولوجيا والصحة العقلية**
مع تسارع وتيرة تقدم علوم الحاسوب والذكاء الاصطناعي ، ستزداد احتمالات ظهور حلول مبتكرة للأزمات الصحية الذهنية باستخدام البيانات الضخمة وتحليل تلك البيانات لاستنتاج اتجاهات سلوكية دقيقة تساعد الباحثين والأطبّاء باختيار