- صاحب المنشور: إحسان اليحياوي
ملخص النقاش:شهد العالم خلال العقود القليلة الماضية ثورة تقنية غيرت العديد من مجالات الحياة اليومية، ومن بينها قطاع التعليم. أدى تطور التقنيات الرقمية إلى تحويل طريقة تقديم المعرفة وتلقيها بشكل جذري، مما فتح آفاق جديدة أمام الطلاب والمعلمين على حد سواء. تعتبر هذه الثورة التكنولوجية الآن جزءا أساسيا من عملية التعلم، حيث توفر الأدوات الرقمية مجموعة واسعة من الفرص التي كانت مستحيلة سابقاً.
أولاً، سهلت الأجهزة المحمولة واللوحية الوصول الفوري والمباشر للمعلومات. يمكن للطلاب البحث عن مواد الدرس وأدوات المساعدة عبر الإنترنت مباشرة أثناء الحصة الدراسية أو حتى قبل ذلك. كما أنها تسمح لهم بالوصول إلى مكتبة رقمية ضخمة تحتوي كل شيء بدءًا من الكتب الإلكترونية وانتهاء بالموارد المتخصصة المتاحة لأي موضوع علمي أو ثقافي. أما بالنسبة للمعلمين، فإنهم يستطيعون استخدام هذه الأجهزة لتقديم الدروس بطريقة أكثر حيوية وجاذبية باستخدام الفيديوهات والتطبيقات التعليمية المختلفة.
ثانياً، ساعدت المنصات الإلكترونية البرامج التعليمية الجماعية مثل "Massive Open Online Courses" أو ما يعرف بمختصر MOOCs في جعل التعليم متاحاً لعدد أكبر بكثير من الناس بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو مستوى دخلهم الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، فقد أتاحت هذه المنصات الفرصة للتفاعل مع教师 ومشاركة الخبرات مع زملاء دراسة آخرين حول العالم، وهو أمر لم يكن ممكنًا إلا نادراً خلال القرن العشرين.
ثالثاً، تعمل بعض المؤسسات البحثية والحكومات دولياً على تطوير الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم. يهدف هذا الانجاز العلمي إلى تقديم تصميم شخصي لكل طالب بناءً على نقاط قوته وضعفه الخاصة به. وهذا يعني أنه قد يتم يومًا ما إنشاء نظام تعليمي قادر على تحديد المجالات التي تحتاج فيها كل فرد لتحسين فهمه واتخاذ الخطوات المناسبة لمساعدتهم فيه.
باختصار، تلعب تكنولوجيا المعلومات دوراً محورياً في تغيير وجه العملية التعليمية. فهي تضمن عدم وجود عوائق مادية تستبعد فئات سكانية بأكملها عن الحصول على فرصة الحصول على معرفة أفضل. ولكن رغم أهميتها القصوى، يجب التأكد دائماً من توازن استعمال تلك التقنيات وعدم الاعتماد عليها كبديل مطلق للدروس الصفية والعلاقات الشخصية بين الأشخاص داخل البيئة الأكاديمية.