• صاحب المنشور: أشرف بن عطية
  
  ملخص النقاش:
  

  تعتبر قضية تغير المناخ أحد أكثر المواضيع الحيوية التي تواجه البشرية حالياً. يرتبط هذا التحول بمجموعة معقدة ومتداخلة من العوامل البيئية والاقتصادية والسياسية. تشير الدراسات العلمية إلى زيادة مستمرة في درجات الحرارة العالمية بسبب الانبعاثات الغازية الدفيئة الناجمة بشكل رئيسي عن الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري والتعدين الصناعي وتغير استخدام الأرض.

التأثيرات المحتملة لتغير المناخ واسعة الانتشار ويمكن أن تؤدي إلى مجموعة من المشكلات الخطيرة. هذه تتضمن ارتفاع مستوى سطح البحر مما قد يؤثر بشدة على المدن الساحلية والمستوطنات الصغيرة؛ تغيرات في أنماط الطقس، وهذا يمكن أن يتسبب في ظواهر جوية متطرفة كالفيضانات والأعاصير والأمطار الغزيرة والجفاف الشديد؛ بالإضافة إلى تأثيرات غير مباشرة كزيادة حالات الجوع والكوارث الطبيعية الناجمة عن ذوبان القمم الجليدية القطبية الشمالية وجبال الألب.

التدابير اللازمة

للتعامل مع تحديات المناخ، هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عالمية شاملة. الأولوية هي خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عبر تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز الطاقة المتجددة. العديد من الدول بالفعل تعمل على تحقيق ذلك عبر سياساتها الوطنية للطاقة الخضراء والاستثمار الكبير في التقنيات الحديثة ذات الكفاءة العالية في استهلاك الطاقة.

كما يلعب المجتمع الدولي دوراً هاماً في دفع الأمور للأمام من خلال الاتفاقيات الدولية مثل اتفاق باريس بشأن تغير المناخ الذي دخل حيز التنفيذ عام ٢٠١٦ والذي هدف إلى الحد من الزيادة في متوسط درجة حرارة الارض تحت مستوى 2°C فوق مستويات ما قبل الصناعة ومواصلة الجهود المبذولة لتحقيق هدف أقل قدره ١,٥ °C.

آفاق المستقبل

على الرغم من التفاؤل حول بعض الإجراءات البناءة التي اتخذتها العديد من دول العالم لمكافحة تغير المناخ إلا أنه تبقى هناك الكثير لنفعله. الاستدامة ليست مجرد فكرة بل ضرورة حياتية لجيل اليوم وغداً أيضاً. إن التحرك الفعال الآن سيحدث فارقا كبيرا بالنسبة لأجيال قادمة وستكون له آثار طويلة المدى على الاقتصاد العالمي والحياة البرية والحياة الإنسانية بشكل عام.