- صاحب المنشور: العربي العلوي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدت مجتمعات الشباب تغيراً كبيراً مع الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي. توفر هذه المنصات فرصاً للتواصل والتواصل الاجتماعي، لكنها قد تحمل أيضاً تحديات فريدة تتعلق بالصحة النفسية. يهدف هذا المقال إلى استكشاف تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة على الصحة النفسية للذكور والإناث من الشباب، بهدف فهم كيف يمكن لهذه الآثار الاختلاف بناءً على الجنس.
العزلة الاجتماعية والتوتر: تأثير متبادل؟
من أكثر التأثيرات شيوعاً التي تم تسجيلها هي الزيادة في الشعور بالعزلة الاجتماعية لدى العديد من المستخدمين. الدراسات تظهر أنه رغم زيادة الاتصالات الافتراضية عبر الإنترنت، فإن بعض الأفراد يشعرون بأنهم أقل اتصالاً أو روابط اجتماعية حقيقية في حياتهم اليومية. هذا الأمر يبدو واضحًا خاصة عند النظر في كيفية استخدام الذكور والإناث لوسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث غالبًا ما يستخدم الرجال هذه المنصات لمشاركة المحتوى الرياضي والألعاب الإلكترونية بينما تهتم النساء بالتفاعلات الشخصية والشخصيات الشهيرة. قد يؤدي هذا التنوع في الاستخدام إلى اختلاف مستويات الفردانية والعزلة.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب الضغط الذي ينجم عن المقارنة المستمرة لأسلوب الحياة المثالي الذي يتم عرضه عبر وسائل الإعلام الاجتماعية دوراً هاماً. هناك شعور منتشر لدى الكثير ممن يعانون من القلق بشأن الصورة الذاتية لديهم بسبب الصور المثالية التي تراها أعينهم باستمرار مما يساهم في ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق. ولكن هل يتأثر كلٌّ من الذكور والإناث بنفس القدر بهذه الظاهرة؟ تشير الأبحاث الأولية إلى أن الإناث ربما يكن أكثر حساسية لهذا النوع من الضغوط بسبب حساسيتها المتزايدة تجاه المواضيع المرتبطة بالمظهر الخارجي والثقة بالنفس والتي غالباً ما تكون مضمونة مباشرة داخل محتوى الوسائط الاجتماعية.
الهوية الرقمية وأمان البيانات
التغييرات الكبيرة الأخرى التي تحصل نتيجة لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعية تتمثل بتشكيل هويتنا عبر العالم الافتراضي وما يعرف الآن باسم "الهوية الرقمية". هنا أيضا، نرى تعبيرات مختلفة من جانب الذكور والإناث حول خصوصيتهم وكيف يستغلون المعلومات الموجودة ضمن ملفات تعريفهم الشخصيّة للحفاظ عليها. عادة ما تكون الفتيات أكثر حرصا على عدم مشاركة معلومات شخصية واسعة مثل مكان عملهم الحالي ومكان اقامتهن تفاديا لاحتمالات التعرض للمضايقات عبر الانترنت.
وفي نفس الوقت، أصبح الأمن السيبراني قضية رئيسية في عصر الشبكات العنكبوتية حيث يقوم الأطفال والمراهقون بمشاركة بيانات شخصية كثيرا بدون إدراك المخاطر المحتملة لذلك. فالصفحات الغير آمنة واستهداف الهاكرز للأطفال عبر هجمات التصيد الاحتيالي يعد مصدر قلق كبير بالنسبة للعائلات ولكافة المجتمعات التعليمية أيضًا حيث تعمل المدارس والمعاهد الجامعية حالياً على تثقيف الطلاب فيما يتعلق بحماية بياناتهم الخاصة وانتقاء مواقع الويب المناسبة للاستخدام الآمن أثناء تواجد الحاسب المحمول الخاص بهم بأيديهم خلال وقت الدوام المدرسي والمستقبل المهني كذلك.
الفرص الاقتصادية الجديدة وتحديات العمل الحر
كما أدى ظهور عالم الأعمال الجديد - عالم الأعمال الناشئة خارج حدود الشركات التقليدية - والذي يسمى بـ"العمل الحر" الى دفع عدد كبير من رواد أعمال جدد نحو التسويق لنفسهم وبناء سمعتهم باستخدام وسائل التواصُّل الحديثة لتقديم خدمات ومنتجات جديدة تساهم بشكل مباشر وغير مباشر بازدهار اقتصاد البلدان المعنية بذلك. إلا انه ليس الجميع قادر على تحقيق نجاح مماثل وهناك مخاطر مرتبطة بهذا المجال تحتاج الي مزيدا من البحث والدراسة العلميه لتحليل تأثير اتباع مسارات مهنية غير تقليديه علي الحالة الصحيه والنفسيه لساعضي المساره تلك سواء كانوا ذكورا أم اناثا .
باختصار ، أثبتت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين استخدام شبكات الاتصال الحديثة والص