• صاحب المنشور: ضاهر الموساوي
  
  ملخص النقاش:
  مع انتشار استخدام الإنترنت والوسائل الرقمية بشكل واسع بين الشباب، أصبح تأثير هذه التكنولوجيات الحديثة على صحتهم النفسية موضوع نقاش مستمر. توفر وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الفوائد مثل سهولة الاتصال والتواصل مع الآخرين حول العالم، ولكنها تحمل أيضا بعض المخاطر المحتملة التي قد تؤثر سلباً على الصحة العقلية للجيل الشاب.

التأثيرات الإيجابية

تتيح شبكات التواصل الاجتماعية للأفراد فرصة الوصول إلى المعلومات بسرعة وكفاءة، مما يعزز الوعي والثقافة والمعرفة العامة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه المنصات توفير الدعم النفسي عبر المجتمعات والمجموعات المتخصصة التي تناقش القضايا النفسية وتقدم نصائح مفيدة وموارد هامة للمستخدمين الذين يواجهون تحديات نفسية مختلفة. كما أنها تشجع الشعور بالانتماء لمجتمع أكبر، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة للفتيان والشابات اللاتي غالباً ما يشعرون بالعزلة أو عدم الثقة بالنفس.

التأثيرات السلبية

ومن جهة أخرى، هناك آثار غير مرغوب فيها مرتبطة بكثرة استعمال مواقع التواصل. فعلى سبيل المثال، المقارنة المستمرة لأسلوب الحياة الذي تقدمه الصور المثالية على الإنترنت - والتي غالبًا ما تكون مزيفة وغير واقعية - قد تساهم في زيادة مشاعر الاكتئاب وعدم الرضا عن الذات لدى الكثير ممن يتبعون صفحات المشاهير والعاملين في مجال الترفيه والسياحة. كذلك فإن التعرض لانتقاد شديد أو هجوم الكتروني (الهيتينج) può يؤدي أيضًا إلى اضطراب نفسي خطير بسبب الضغط النفسي الذي يحدث نتيجة لذلك.

وفي دراسة نشرت عام 2018 بقسم علم الاجتماع بكلية لندن للاقتصاد, تبين بأن الاستخدام اليومي الطويل لنظام Facebook ارتبط بزيادة حدوث أعراض كالاكتئاب والتوتر مقارنة بالأيام الأخرى التي كان فيه استخدام النظام أقل تواترًا وجهدًا عقليًا للفرد المُستخدِم له. ويُعتقد أن هذا يرجع جزئيًا لتغيّرات التركيز الانتباهي أثناء فترات طويلة أمام الشاشة الإلكترونية، حيث يقضي البعض ساعات طويلة بدون أي حراك جسدي وبالتالي تفويت فرص الحصول على الراحة المناسبة للجسد والدماغ والنوم الجيد ليلاً. وقد تم رصد ظاهرة مشابهة فيما يتعلق بتطبيقات الهاتف المحمول حسب نتائج بحث قام به فريق جامعة كاليفورنيا بيركلي سنة ٢٠١٦ .

وأخيراً، يجدر بنا التنويه هنا بأنه رغم وجود تلك الآثار الجانبية المؤذية للحالة الذهنية والصحةالعامة ، إلا انه ليس كل المستخدمين سيلاقون تلك المصائب ؛ فكما هو الحال دوماً ، الاقتصاد المسؤل هو مفتاح نجاح واستثمار أفضل لما تتضمنة الوسائط الجديدة ضمن إطار حياة أفضل وأكثر جمالياً لنا ولمن نحب! إنه بالتأكيد حديث يناقشه الخبراء والأطباء منذ عدة سنوات ولن يتوقف قريبا نظرا للتطور التقني الحالي والذي سوف يستمر بلا شك ! إن هدفنا جميعنا كمستهلكين وخالق محتوى واحد وهو تحقيق توازن صحي وسط بحر تكنولوجيا متلاطم الأمواج وذلك بالإبتعاد قليلا عند الحاجة وإعادة التوجيه نحو الأشياء الأكثر أهمية إذا شعرت بأن الأمور تجاوزت الحد المعقول والصحي بالنسبة لك شخصيًا. دعونا الآن نبدأ رحلتنا سويا لفهم كيفية وضع حدود مناسبة لحماية سلامتنا الشخصية تحت ضوء الشمس ..أو ربما خلف شاشة الكمبيوتر بحسب حالك الخاص?؟ #الصحةالنفسيةوالشبكة العنكبوتية