- صاحب المنشور: حياة الجوهري
ملخص النقاش:
تعتبر التغيرات التي فرضتها الثورة الرقمية على حياتنا اليومية حديث الساعة بين الخبراء والعلماء. هذا التحول الدراماتيكي الذي أدخلته التكنولوجيا على علاقاتنا الشخصية يفتح نوافذ للأمل والخوف بقدر ما فيهما. من ناحية، توفر وسائل الاتصال الحديثة لنا فرصة التواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء بغض النظر عن المسافات الجغرافية، مما يعزز الروابط الأسرية والعلاقات الاجتماعية. لكنها قد تساهم أيضا في تآكل هذه الروابط بسبب الاعتماد الزائد والتواصل الافتراضي الجزئي.
في عالم أصبح كل شيء فيه متاحًا عبر الإنترنت - من العمل إلى الترفيه إلى الدراسة - فقد تغير شكل تفاعل الناس مع بعضهم البعض بطرق عميقة ومتنوعة. يمكن لهذه الأدوات التقنية تحسين الكفاءة الإنتاجية وتحقيق المزيد من الحرية الفردية؛ فهي تسمح للناس بالعمل من المنزل وتوفير الوقت والمال الذي كان ينفق سابقا للسفر. إلا أنها ربما تؤدي أيضًا إلى الشعور بالعزلة وفقدان الاتصال الإنساني المباشر والحميمي.
من الجدير بالذكر دور الشبكات الاجتماعية في تشكيل تصورات الأفراد لأنفسهم وللآخرين. حيث يشغل العديد منهم جزءا كبيرا من وقت فراغهم بمراقبة حضور الآخرين ومشاركاتهم ومشاهدتهم للتلفزيون أو حتى النوم! وهذا له تأثير سلبي واضح على العمر الطويل للعلاقات الحقيقة. كذلك فإنه عندما يتم تعزيز القيم والمبادئ الغربية المتحررة جنسياً وأخلاقيا داخل بيوت المسلمين عبر الانترنت، تبدأ قيم الأسرة وقيم المجتمع بتآكل.
وفي المقابل، هناك جانب آخر أكثر تطورا وهو استخدام التكنولوجيا لإصلاح ما تهدمته نفسها سابقاً. مثل المنصات التعليمية الإلكترونية التي تساعد في نقل المعرفة العالمية بسرعة وسهولة أكبر بكثير مقارنة بالأسلوب التقليدي. كما أنه يوجد حاليًا الكثير من الخدمات الإلكترونية المصممة خصيصاً لدعم الصحة النفسية والمعنوية للمستخدمين بعد فترة طويلة من الاستخدام المتكرر لأجهزة الكمبيوتر المحمولة وبرامجه المختلفة.
باختصار، بينما تتسبب تكنولوجيتنا الجديدة غالبًا بافتراضات حول تقليل الاحتكاك البشري، فإن الحقائق المثبتة هي تلك التي تعرض مدى قدرة هذا العالم الرقمي على خلق روابط أقوى وتقديم خدمات تقدم حياة صحية واجتماعية أفضل طالما تم التعامل معه بحذر واتزان وعقلانية راشدة وثقة بالإله عز وجل وعدم انحياز لوسواس الشيطان عليه اللعنة الآثم الخطام.
